إيكو بريس من تاونات –
عندما سألت صحيفة إيكو بريس ذات مرة مواطنة من سكان دائرة غفساي، هل سبق للمسؤولين زيارتكم والإنصات إلى همومكم وانتظاراتكم، أجابت بعفوية وتلقائية لم يأتي عندنا أحد “عندنا الجوع والله”.
في إشارة إلى ظروف الفاقة والحاجة التي تلف أعناق آلاف المواطنين من أصل 670 ألف نسمة من ساكنة إقليم تاونات الذي ينتمي لجهة فاس مكناس.
بثلاث كلمات “عندنا الجوع والله”تلخص مليكة الفقر المدقع الذي يجثم على معظم أهالي منطقة غفساي
واستغربت بنبرة فيها مسحة من الحزن المختلط بالحرقة، إقصاء الفقراء في منطقتهم من الاستفادة من برامج دعم العالم القروي بالمواد الغذائية، والأسمدة الزراعية، وأعلاف الماشية، والجرارات، وغيرها.
قبل أن تستنكر انتفاع الأغنياء من هذا الدعم دون أي وجه حق، منبهة إلى تقصير المسؤولين تقصيرا شديدا في تنفيذ توجيهات الملك محمد السادس وتوصياته المتعلقة بتنمية المناطق القروية في الخطابات الملكية.
وتكشف مليكة ورحمة أن نبتة الكيف لم تجلب للمنطقة وأهاليها إلا الويلات، ذلك أن نصف رجالها اعتادوا تدخينها ولا يستطعيون لها فراقا.
في الوقت الذي يقبع النصفُ الثاني خلف القضبان بتهمة زراعتها، على الرغم من سريان تقنينها في البلاد منذ أكثر من سنتين.
وتشيران إلى العذاب الذي تسومه زراعة الكيف أهالي المنطقة مقابل أرباح هزيلة لا تتعدى مليون سنتيم في السنة.
وهو ثمن بخس لا يغطي تكاليف الحياة من المأكل والملبس، ومصاريف الدراسة والتطبيب والعناية بالماشية على ندرتها.
ويغصب الكثيرات، ومنهن مليكة على العمل بصفة متقطعة في هذه التجارة الخاسرة، مع أهالي المنطقة، مقابل 50 درهما في اليوم.
لربما هاته الصورة القاتمة هي التي جعلت نشطاء إقليم تاونات على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، يتساءلون عن توقيت مغادرة عامل الإقليم صالح دحا.
بعدما سئموا حالة الجمود التنموي التي يمر منها الإقليم منذ أكثر من 4 سنوات.
في وقت تحاول بعض الأقلام المأجورة تلميع صورة الإخفاقات والسجل الفارغ في محاولة لتغيير انعكاس المرآة للواقع الذي يشهد على حاله.
فالتقارير الرسمية تتحدث عن ارتفاع البطالة وتدني مستوى التطبيب وخدمات الصحة، وضعف المشاريع التنموية الموجهة لفائدة النساء والشباب وضعف نجاعة بعض المشاريع التي تم تدشينها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
فعكس كل التوجيهات الرسمية التي تحث رجال السلطة على الإنصات للمواطنين وتلبية متطلباتهم، وذلك لا يكون إلا بسياسة النزول للميدان وتكريس سياسة القرب من الناس.
وليس المكوث في المكاتب وانتظار التقارير المرفوعة عبر التراتبية الإدارية التي حتما لن تكون دقيقة بالمستوى الذي يكفي لإعطاء تعليمات متناسبة التدخل الناجع.
Discussion about this post