إيكوبريس من طنجة –
يتهدد المغرب في المستقبل القريب شبح خمسة مشاكل عويصة من شأنها أن تؤزم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين، وتدخلهم في دوامة لا خلاص منها. وسنعرض لكم بالتفاصيل هذه المشاكل
الجفاف ومخاوف العطش والجوع
يواجه المغرب في الآونة الأخيرة شحا في المياه متأثرا بضعف التساقطات المطرية الذي أصاب ثاني أكبر سد في المملكة، سد سطات بالجفاف، وجعل حقينة السدود الأخرى تتراجع إلى مستويات حرجة للغاية. ولا شك أن مشكل ندرة المياه يتوعد المغاربة بالعطش أولا ويتهددهم بالجوع تحققا بحاجة المزروعات الفلاحية الأساسية إلى المياه كالطماطم والبطاطس والبصل…
ويتواصل ارتفاع الأسعار
يعيش المغرب حاليا موجة عالية من غلاء الأسعار ضربت جيوب المواطنين وجعلتهم في صراع مرير مع ضمان القوت اليومي، ثم إن التوقعات تشير إلى استمرار ارتفاع الأسعار جراء ارتفاع أسعار المحروقات بالمغرب، في ظل استمرار تحريرها، وكذلك بسبب إلغاء الدعم على البوطاغاز ،وشح المياه اللذين سيرخيان بظلالهما على أسعار عدد من المزروعات الفلاحية الأساسية.
وداعا مجانية الصحة والتعليم
تثير خوصصة الصحة والتعليم مخاوف المغاربة، خاصة بعد انتشار أخبار تفيد بإخراج القطاعيين الحيويين من دائرة الوظيفة العمومية، قياسا إلى المستجدات التي يعرفانها في الآونة الأخيرة، ذلك أن النظام الأساسي للتربية الوطنية والتعليم الأولي كشف نوايا الوزارة على خوصصة قطاع التعليم قبل أن تتراجع عنه مدفوعة باحتجاجات الأساتذة، كما أن إحداث المجموعات الصحية الترابية عوضا عن المندوببيات الجهوية للصحة أثار حفيظة الأطباء، حتى أنهم وصفوا هذا القرار بالخوصصة الفعلية للقطاع.
تزايد معدل البطالة
سجل المغرب ارتفاع معدل البطالة إلى 13.5% عام 2023، بعدما بلغ 11.8% سنة 2022، ومن المرجح أن يواصل معدل البطالة الارتفاع في السنوات المقبلة تحت تأثير التضخم الاقتصادي، واستمرار الجفاف الذي سيؤدي لا محالة إلى تضاؤل فرص الشغل في المجال الفلاحي بنسب مرتفعة، دون أن ننسى فشل التكوينات الدراسية في ملاءمة سوق الشغل.
تنامي الجريمة
لعل الخطر الذي يخيف المغاربة في المستقبل القريب تنامي الجريمة، المرتبط أساسا بفشل الأسرة والمدرسة في مهامهما بوصفهما مؤسستين للتنشئة الاجتماعية، ووتوسع فجوة التناقضات بين طبقات المجتمع حيث يزداد فاحشي الثراء ثراءا ويقبع الفقراء في مستنقع الفقر المدقع، مما يؤدي إلى تنامي الشعور بالإقصاء والتهميش لدى ساكنة الضواحي الذين يشكلون النسيج الاجتماعي الناجم عن ظاهرة الهجرة الداخلية، ومما يؤجج نفس المشاعر غياب فرص الشغل والأجر المتدني للعمل ( 3100 درهم في الشهر ) ، والذي يحكم بالمؤبد على المواطن أن يبقى تحت خط الفقر مدى الحياة.