إيكونوميك بريس – متابعة يخال بعض زوار مدينة طنجة، أن العيش فيها مليئ بالرغد والرفاهية، لكن عند التجوال في أحزمة بعض الأحياء العشوائية، يقف المرء على حقائق مغايرة وصادمة أحيانا. في سوق مسنانة الذي تم تشييده في إطار برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ليكون مرفقا تجاريا بمواصفات نموذجية، تحول الوضع فيه إلى حال سيء للغاية، فقد رصدت كاميرا صحيفة “إيكونوميك بريس”، مشاهد للتلوث البيئي يختلط بحياة الناس ومعاملاتهم التجارية. فوق مجرى مائي للمياه العادمة تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف، وقاذورات متناثرة هنا وهناك تتجمع حولها الذباب والحشرات الضارة، يفترش عشرات الباعة خضروات وفواكه، وآخرون يعرضون مأكولات غذائية وحلوى الأطفال فوق عربات مجرورة، في حين يتبضع المتسوقون ويملأون سلاتهم الغذائية بما يحتاجون حسب قدراتهم الشرائية. صورة كهذه من هامش مدينة طنجة، يستخلص منها عدد من الإشارات السلبية، الأولى فشل عدد من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بسبب غياب المقاربة التشاركية وضعف التخطيط الاستراتيجي البعيد المدى، حيث أن اختيار موقع بعض المرافق لم يكن ناجحا وظهرت آثاره السلبية سريعا. ومن جهة ثانية، تعكس مظاهر الهشاشة والعجز الاقتصادي الذي تعيشه شريحة كبيرة من سكان المدينة، ما يجعل آلاف الأشخاص يتزاحمون على تجارة معيشية في غياب بدائل قادرة على خلق فرص النمو. ومن جهة ثالثة، يبقى قطاع النظافة نقطة سوداء في جبين المجلس الجماعي، فإذا كان مسؤولوه يتعذرون بضعف الموارد المالية التي تحول دون توسيع أسطول شركة النظافة وزيادة أعداد عمالها، ليتناسب مع التزايد السكاني وارتفاع إنتاج النفايات، فإن الجماعة الحضرية وعبر مجالس المقاطعات، ومعها السلطات الترابية، تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية بسبب السماح لمئات المحلات التجارية تفتح أبوابها دون تراخيص اقتصادية، والتي يفترض أن تؤدى عليها إتاوات جبائية ورسوم سنوية، تشكل مدخولا قارا لخزينة البلدية.]]>