من قال أن المسؤولية تُورث العداوة والخصومة فقط، فهو مخطئ لا محالة، لأن الأمر ليس بهذه الحتمية، فهناك دوما تجارب متميزة في مواقع المسؤولية تترك خلفها حكاية مؤثرة، وفي باشوية اكزناية جربت الساكنة واحدة منها بفضل مسؤول استثنائي ترك في قلوب الناس محبة بادية لا تخطئها عين بصيرة.
خلال حفل التكريم الذي أقامته جماعة اكزناية، عشية أمس الجمعة، لم يكن سهلا على كثير من الحاضرين رجالا ونساءا، من ساكنة جماعة اكزناية، تمالك مشاعرهم ولا حتى دموعهم لحظة تكريم السيد محمد البكاي الهداري المنتهية عهدته في باشوية اكزناية، بعد 4 سنوات ترك خلالها أثرا طيبا وصيتا حسنا.
فقرات حفل التكريم، تحدثت بتعبيرات مختلفة، لكنها تقاسمت صدق المشاعر في شهادتها على مسيرة المسؤول الترابي الذي سينتقل إلى عمالة وجدة في إطار الحركة الانتقالية لرجال ونساء السلطة، التي أجريت وزارة الداخلية في مواعيد منتظمة.
كلمات المتحدثين باختلاف مشاربهم ومواقعهم الرسمية والمدنية وعموم المواطنين الذين ملأوا جنبات خيمة نصبتها الجماعة لإقامة حفل التكريم، كلها عددت الخصال الحميدة والمواقف الإنسانية النبيلة التي حصلت لهم مع السيد باشا اكزناية البكاي الهداري، ما جعلته قريبا من قلوب الناس.
فمنهم من قال “إن الرجل وبعيدا عن كلام التنميق و المجاملات، كان يشيع التفاؤل ويبث الأمل”، في وقت كانت فيه جماعة اكزناية تغرق في ظلام التهميش وغياهيب الإهمال، حسب تعبيرهم.
وآخرون قالوا إن باشا اكزناية كان رجل الانصات والحوار والتوافقات، وحين يستقبل إشكالات الناس اليومية لا يبخل في تقريب الحلول إليها.
أما بعض الشهادات، ووسط صخب الحفل ووشوشات ثنائية هنا وهناك، تشير إلى الرجل بالسبابة تارة وبالأعين تارة أخرى، فأكدت أن مرحلة تولي السيد الهداري البكاي منصب باشا اكزناية جسد خلالها المفهوم الجديد لرجال السلطة الذين تعول عليهم وزارة الداخلية في ترجمة أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عبر تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع سواء في حل الإشكالات وخلق الفرص، حسب تقييم المواطنين الذين تحدثوا خلال الحفل.
كلمات المتحدثين بمختلف فئاتهم، لم تغفل عن الدور الهام الذي قام به السيد البكاي الهداري في بعث الحياة في جماعة اكزناية تحت إشراف السيد والي الجهة محمد امهيدية، فقد كان حاضرا في الميدان مراقبا ومتابعا لشركات الأشغال وزائرا لكل الأوراش.
وفي غمرة الشهادات في حق الرجل، أمسك رئيس جماعة اكزناية محمد بولعيش، الميكروفون تحت أنظار النواب وعموم الموظفين، ثم بادر بإلقاء كلمة عفوية سرعان ما غلبت على كلماتها المشاعر الإنسانية، ليستعرض بإيجاز طبيعة العلاقة الإدارية بينهما كيف كانت، موضحا أنها تميزت باستلهام دروس مهمة في منهجية الاشتغال الإداري الذي يقوم على إتقان المهام وحسن الانصات وتبسيط المساطر، وهذا أم شيء تعلمه من السيد الباشا، على حد قوله.
وفي ختام حفل التكريم حيث سلمت هيئات المجتمع المدني وإدارة جماعة اكزناية هدايا ودروعا تذكارية للسيد الباشا ومرؤوسيه من قياد المنطقة، وجد المحتفى به نفسه محاطا بجمع من المواطنين وجمعيات محلية يودعونه بالعناق والمصافحة الحارة مع أخذ صور تذكارية، داعين له بالتوفيق في مهامه الجديدة بعمالة عاصمة الجهة الشرقية للمملكة.