إيكوبريس – عبد الرحيم بنعلي
ترأس القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بالرباط، دايفيد غرين، صباح أمس الاثنين 17 ماي 2021، مناسبة الاحتفال بمرور 200 عام على إهداء السلطان مولاي سليمان مبنى في مدينة طنجة للولايات المتحدة الأمريكية، والذي سيصبح لاحقا مقر المفوضية الأمريكية.
وحضر الحفل والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد مهيدية، إلى مسؤولين مدنيين أمريكيين وضيوف مغاربة.
وقال ديفيد غرين في ندوة صحفية، إن مقر المفوضية الأمريكية بطنجة، هو أول مبنى دبلوماسي خارج أمريكا، مبرزا أن المفوضية لعبت دورا رئيسيا في الصراعات الدولية، بحيث كانت مسرحا لعدة مفاوضات وتوقيع اتفاقيات أبرزها معاهدة كاب سبارطيل، بالإضافة إلى الاتفاق مع المغرب لتسهيل الملاحة البحرية والتجارة.
وخلال الحرب العالمية الثانية، يضيف المسؤول الديبلوماسي، قاد الأمريكيون مفاوضات متعددة الأطراف تكللت بفك العالم من الطغيان النازي الألماني.
وبالإضافة إلى كون المبنى مقرا ديبلوماسيا، فقد أشار ديفيد غرين، إلى أن المفضوية استقبلت في مرحلة ما المهاجرين الامريكيين المقيمين بطنجة وأقاربهم، يستقبلون زملاءهم والوفود الأمريكية.
ولم يفت المتحدث التذكير، بأن السلطان مولاي سليمان وهب هذه البناية الرائعة للحكومة الأمريكية سنة 1821. وقبل مائتي سنة بالتمام والكمال، انتقل إليها القنصل الأمريكي جون مولوني، وبذلك صارت المفوضية الأمريكية بعثة دبلوماسية رسمية لبلاده.
هذا وشهد حفل تخليد الذكرى المئوية الثانية، عرضا عسكريا مصغرا، وحفل شاي على شرف الضيوف.
من جهتها، أكدت ممثلة وزارة الخارجية المغربية نادية الحنود، في كلمة لها بنفس المناسبة، أن العلاقة المغربية الأمريكية توجت باعتراف واشنطن الصحراء المغربية وقرار الحكم الذاتي وافتتاح القنصلية في الداخلة.
وشددت على أن العلاقات الثنائية بين الجانبين متميزة على الصعيد التجاري والثقافي والأكاديمي التربوي والأمني والعسكري، معتبرة أن لجنة التبادل الثقافي بين البلدين مبادرة رائعة في معرفة الآخر والتلاقح الثقافي، مؤكدة على أن بناية المفوضية الأمريكية بطنجة رصيد مشترك للبلدين.
وأضافت أن مقر المفوضية مبنى أسطوري يستمر في أهميته إلى اليوم، بحيث تحول إلى مركز ثقافي تربوي تدريب مهارات المدينة مكتبة الطلاب الأمريكيين والمغاربة ومتحف يجمع قصة الصداقة بين البلدين.
تبقى الإشارة إلى أن المفوضية الأمريكية كانت بعثة دبلوماسية أمريكية من عام 1821 حتى الستينيات، ثم بعد الاستقلال أصبحت مدرسة للغات الدبلوماسية ثم مركزاً لتدريب فيلق السلام. ومنذ سبعينيات القرن العشرين، تم تشغيلها كمتحف ومركز ثقافي ومكتبة أبحاث من قِبَل معهد المفوضية الأمريكية للدراسات المغربية بطنجة (TALIM).
وفي عام 2021 ، تَنْضَمُّ سفارة الولايات المتحدة إلى الشركاء المغاربة في الاحتفال بالمفوضية كرمز للصداقة الأمريكية المغربية. و تتخذ أنشطة الذكرى المئوية الثانية شكل مجموعة من البرامج الثقافية والتوعوية والتعليمية ، بما في ذلك معرض للمتحف الذي سيفتتح في المكتبة الوطنية بالرباط في 10 يونيو، وسيبقى هناك حتى أواخر سبتمبر قبل الانتقال إلى الدارالبيضاء.