3 أسباب تهدد المغرب بعدم احتضان نهائي مونديال 2030
يحدد يوسف سعود، محلل البيانات، في حوار مع مجلة إيكوبريس، 3 أسباب تجهض أحلام المغرب باحتضان نهائي مونديال 2030، وينبه إلى أن بناء الملعب الجديد بالمنصورية مجازفة غير مدروسة، كاشفا قدرة مراكش وحدها على منافسة مدريد في استضافة هذا الحدث الرياضي البارز، وجازما بنجاح المغرب في تنظيم أكبر تظاهرة كروية على الإطلاق.
الأسباب الثلاثة
يُجْمِلُ يوسف سعود أسباب خسارة المغرب سباق نيل شرف احتضان نهائي مونديال 2030، أمام جارتها إسبانيا، في 3 أسباب:
1- ترشيح إسبانيا ملعب سانتياغو برنابيو لاحتضان نهائي المونديال يرتكز على منطق اقتصادي واستراتيجي واضح، يقوم على مبدأ “Asset Maximization”، تعظيم الربح المستدام، بدلا عن“Costly Greenfield Investment” ، الاستثمار في مشاريع جديدة مكلفة. ولا يخفى على أحد أن مدريد تملك بنية تحتية رياضة وسياحية مكتملة، كما أن ملعبها التاريخي يحمل رمزية عالمية، ويمثل قيمة مضافة مثبتة.
2- تقديم المغرب الملعب الجديد بالمنصورية لاستضافة نهائي المونديال يشكل مجازفة غير مدروسة، تحققا بافتقار المنطقة إلى الهوية الحضرية، وافتقادها العرض السياحي والرمزية الدولية. ثم إن الاستثمار في منطقة بدونPositioning ، تمركز واضح، أو طلب سياحي مستقر يؤدي إلى ما يعرف في اقتصاديات البنى التحتية بـ“Low Return Asset Trap”؛ أي مشروع مكلف بأثر اقتصادي ضعيف وغير مستدام.
3- غض الطرف عن مدينة مراكش التي كانت لتشكل خيارا تنافسيا أفضل مع العاصمة مدريد. ذلك أن مراكش ليست فقط المدينة السياحية الأولى في المغرب، بل الأكثر إنتاجا لحركة السياح الأجانب في البلاد بما يعادل 50%. وتتوفر على Brand Equity ، علامة تجارية عالمية، مما يجعلها مؤهلة لاستضافة أحداث كبرى، دون الحاجة إلى بناء سردية جديدة حولها.
مراكش تستطيع منافسة مدريد
يعزو يوسف سعود قدرة مراكش على منافسة مدريد في استضافة نهائي المونديال، عوضا عن المنصورية، إلى امتلاكها البنية التحتية الرياضية، خاصة الملعب الكبير الذي يغني عن صرف أموال ضخمة لتشييد ملعب جديد، مع إمكانية تبني نموذج“Modular Stadium”، الملعب المعياري الذي يسمح بإعادة التفكيك، أو تحويل الاستعمال بعد البطولة، بما يعزز مبدأ الاستدامة.
ويلفت سعود النظر إلى إمكانية تحويل محيط ملعب المدينة الحمراء إلى“Lifestyle & Experiential District”، نمط حياة ومنطقة تجريبية بهوية مغربية، مستوحى من نماذج مثل “LA Live” أو“Disney Springs”، بما يضيف طبقة جديدة من الجاذبية السياحية. وهذا ما يعرف في تخطيط الوجهات بـ“Destination within a Destination”، أي خلق نقطة جذب جديدة داخل الوجهة نفسها.
ويرى أن اختيار جهة مراكش التي تضم إقليم الحوز، لمنافسة العاصمة الإسبانية مدريد، وفق منظور العدالة الترابية، قادر على تحقيق ما يعرف بـ “Strategic Upliftment”، الارتقاء الاستراتيجي، استنادا إلى خلقexternalities ، عوامل خارجية إيجابية في التشغيل، والصحة، والنقل، والتعليم، بدلا عن ضخ استثمار في منطقة هامشية بدون رؤية تنموية شاملة.
نجاح مغربي مضمون
يشير يوسف سعود إلى أن لجنة تاسك فورس التابعة للفيفا، هي التي تمتلك الأدوات الكافية لكشف النقائص في الملاعب التي قام المغرب بإصلاحها، أو تشييدها، تأهبا لتنظيم المحفل الكروي العالمي، وذلك بناء على البيانات، والمعاينة الميدانية.
ويتوقع سعود نجاح المغرب في تنظيم كأس العالم 2030، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، ضمن ملف مشترك، قائلا: “حسب تقديري الشخصي، أكيد سينجح المغرب في احتضان المونديال، لأنه جزء من تنظيم مشترك يشرف عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، الذي يقف على توفير أعلى معايير التنظيم”.
ويردف سعود مستدركا: “لكن، إذا أردنا الجواب بشكل علمي على كسب المغرب رهان تنظيم المونديال بنجاح، فيلزمنا انتظار نهاية الحدث، وقياس مدى تحقيق أهدافه، حسب الضوابط والمقاييس المعتمدة دوليا”.
Discussion about this post