برزت في الآونة الأخيرة، وكالة التنمية الرقمية (ADD) كفاعل رئيسي في تعزيز التحول الرقمي بالمملكة. وتسعى من خلال استراتيجياتها إلى بناء شراكات دولية واستقطاب استثمارات لتعزيز الاقتصاد الرقمي.
وأبرمت الوكالة، منذ تأسيسها عام 2017، عددًا من الاتفاقيات مع جهات وطنية ودولية، تغطي مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، سلاسل الكتل، التبادل البيني للمعطيات، والإدماج الرقمي.
شراكات وطنية
وفي إطار الشراكات والاتفاقيات الرقمية؛ وقعت وكالة التنمية الرقمية اتفاقية في إطار الشراكة مع الصندوق المغربي للتقاعد في ماي 2022. وذلك في إطار سعيها لتطوير مشاريع رقمية مبتكرة.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى تنفيذ مشاريع تعتمد على التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي وسلاسل الكتل (Blockchain). إضافةً إلى تحسين التبادل البيني للمعطيات، وتعزيز الإدماج الرقمي، والتكوين في المجال الرقمي.
وفي ماي 2020؛ عقدت الوكالة شراكة مع بنك التجاري وفابنك. وجرى التوقيع في إطار دعم المقاولات الناشئة وتعزيز الحلول الرقمية في القطاع المالي.
وتشمل الاتفاقية ثمانية محاور رئيسية، من أبرزها: توظيف وتكوين الشباب في المهن الرقمية. وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وسلاسل الكتل. ومواكبة المقاولات الصغرى والناشئة. وإحداث مرصد للمهن الرقمية لمواكبة التطور التكنولوجي. وكذا تطوير حلول رقمية جديدة للقطاع البنكي.
شراكات دولية لجذب الاستثمارات
ومن خلال مشاركتها في معارض دولية ولقاءات مع كبريات شركات التكنولوجيا؛ تعمل الوكالة على جذب الاستثمارات الأجنبية في مجال التكنولوجيا والرقمنة. فتسعى “ADD” إلى تقديم المغرب كوجهة جاذبة للاستثمارات في هذا القطاع.
وفي يوليوز 2021، وقّعت الوكالة اتفاقية شراكة مع نادي القادةClub Des) Dirigeants – CDD) بهدف تعزيز التنمية الرقمية. تركز هذه الشراكة على محاور متعددة، من بينها دعم الابتكار وتعزيز القدرات الرقمية.
بالإضافة إلى ذلك، شاركت الوكالة في معرض الابتكارات التكنولوجية والإلكترونية الذي انعقد في لاس فيغاس بالولايات المتحدة في يناير 2025. هذه المشاركة، التي ضمت أيضًا مؤسسات مغربية أخرى، تهدف إلى تعزيز الشراكات الدولية في مجالات الإلكترونيات والرقمنة والتنقل الإلكتروني.
وعلى هامش ملتقى جيتكس إفريقيا في ماي 2024؛ وقعت وكالة “ADD” اتفاقية تعاون مع شركة إندرا الإسبانية، الرائدة في الحلول التكنولوجية. وذلك بهدف تبادل الخبرات بين المغرب وإسبانيا في مجال التحول الرقمي.
وفي نفس التظاهرة، أبرمت “ADD” عدة اتفاقيات تعاون مع وكالات رقمية إفريقية. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في مجال التحول الرقمي. وتفعيل دور مجلس الوكالات الإفريقية، الذي تم إنشاؤه سنة 2023، ويرأسه المغرب. وكذلك تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز الابتكار التكنولوجي بالقارة الإفريقية.
وفي يوليوز 2021، ووقعت وكالة التنمية الرقمية اتفاقية شراكة مع نادي المسيرين بالمغرب. وتهدف إلى تعزيز الاقتصاد الرقمي وتكوين المواهب الرقمية. وتنقسم الاتفاقية إلى محورين رئيسيين: تكوين المواهب الرقمية عبر إشراك النادي في مشروع “الجيل الرقمي”. وتحفيز التحول الرقمي في المقاولات الصغرى والمتوسطة من خلال تنظيم أنشطة ودورات تكوينية.
آفاق وتحديات
رغم توقيع العديد من الشراكات والاتفاقيات، إلا أن وكالة التنمية الرقمية تواجه عدة تحديات في تنفيذ هذه المشاريع. ولعل أبرزها يتجلى في تعزيز البنية التحتية الرقمية لمواكبة التحول التكنولوجي.
كما تجد وكالة “ADD” نفسها أمام تحديات تسريع وتيرة تنفيذ المشاريع الرقمية لتلبية احتياجات المقاولات والإدارات العمومية. وكذلك تحديات ضمان استفادة جميع الفئات والمناطق من التحول الرقمي، خاصةً في المناطق القروية.
و يشدد المسؤولون والفاعلون على ضرورة تكثيف الشراكات مع الفاعلين الدوليين لاستدراك التأخر وتطوير مشاريع رقمية ذات أثر ملموس على الحياة اليومية للمواطن والمقاولة.
من ناحية أخرى، يُلح بعض المراقبين على صناع القرار في الوكالة الرقمية نهج مبادئ الحكامة والشفافية في دعم الابتكار المقاولاتي، والخروج من بؤرة المركز إلى مختلف الأقاليم والجهات، تكريسا لمبدأ القرب وتحقيق العدالة المجالية في تمكين المنفعة العمومية في مجالات الرقمنة.
Discussion about this post