إبكو بريس عدنان بنصالح –
توفيَ إلى رحمة الله وسَعة رضوانه فجر اليوم أستاذنا الأمين بوخبزة الحسني، أمين تطوان ومُحسِنها ومُعيل مَرضاها وفقراءها ومُحبّ طلبة العلم فيها ورعاية حَفظة كتاب الله من مختلف مَداشرها وقُراها.
الأمين.. له علينا وعلى غيرنا أيادٍ بيضاء سيُكافئه الله بها، كان هَيِّنا لَيّنا قريبا من الناس، صاحب نكتة وروح مرِحة وذكاء قَلّ نظيره، محافظا على ارتداء الجلباب المغربي الأصيل على الدوام، يتلو القرآن بصيغة مغربية جميلة وصوت رخيم، يُؤوي إلى بيته العامّةَ والخاصةَ، ويصاحب الكُتب باستمرار، وينشرح صدره أكثر لطلبة العلم، بحيث كنا نقضي معه الساعات الطوال في جلسات أُنْس وتربية وتذاكر وتفاكر، فيَجود جوداً يُوازي جوده بالمال والعمل، أو أكثر.
الأمين.. رجل تعليم وداعية وسياسي لا يتكرر إلا لِماما، ذو الأَلْف بادرة وعمل، في حركة دؤوبة تُخجِل الشباب، من ميدان الإحسان العمومي إلى السياسة، ومن المحاضرات إلى الوقفات والمَسيرات، يُبادر، يُحفّز، يُساعد، ينتج رأيا أو مقترحا عمليا، يساهم بما لديه.
الأمين بوخبزة.. الرجل الذي عاشَ مبادئه، ووفّى لبلاده وثوابتها الكبرى، وتفانى في تطوير الحركة الإسلامية فكان أحد رموزها الكبيرة وداعيتها المقتنع بفكرة الإصلاح، استخدَم بَراعَته في الخطابة والتعبير والتنوع اللغوي والذكاء التواصلي في دعم مسيرة العمل الإصلاحي، وفي التعريف بحقوق الشعب الفلسيطيني والدفاع عن قضيته.
فاللهم ارحمه وأنِلْهُ الثواب الحَسن نَظير ما قَدّم ودَعّم، وأعطى وعلَّم، وصبر للمرض في سنواته الأخير واستسلم.. اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهْلا خيرا من أهله، واكفِه بما شئتَ وكيف شئت، واجعله في عِلِّيين، مع النّبِيئين والصالحين.
وقد كـنتَ ريْحان القـلوب جميعـها
فها أنتَ فيها الآنَ لا في حَشا القَبرِ