مع اختتام المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، يستمر تدفق المساعدات الإنسانية بقطاع غزة، لإغاثة المنكوبين والمشردين، جراء حرب استمرت قرابة عام ونصف. خصوصا في شهر رمضان.
وفي هذا السياق؛ كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين “الأونروا”، أنه منذ بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 ديسمبر 2024، أحرزت تقدما منقطع النظير في تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المحتاجين هناك.
وبحسب نفس المصدر، “قدمت الوكالة بالتنسيق مع الشركاء الآخرين في المجال الإنساني، مساعدات غذائية لمليوني شخص، أو ما يزيد عن 90% من السكان”.
وأكدت استفادة حوالي 180 ألف شخص في خان يونس ورفح ومدينة غزة من الخدمات الصحية، عبر إعادة فتح المراكز الصحية، مشيرة إلى تزويد أكثر من نصف مليون شخص بالأغطية والملابس، وبتزويد حوالي 64 ألف شخص بالخيام.
حضور مغربي بارز
ومع استمرار القصف والدمار والنزوح بغزة، أعلنت المملكة المغربية عن مساعدات إنسانية إغاثية لصالح سكان الغزة، وتزامنا مع حلول شهر رمضان الماضي، أعلنت المملكة عن إرسال أكثر من 40 طنا من المواد الغذائية، بما فيها المواد الغذائية الأساسية.
وقالت الخارجية المغربية في بيان، إنه “بالإضافة إلى المساعدة المؤسساتية، التي سيتم تقديمها على الخصوص عبر مؤسسة محمد الخامس للتضامن، فقد تفضل الملك محمد السادس بالتكفل، من ماله الخاص، بجزء كبير من المساعدة المقدمة، لا سيما تلك الموجهة للرضع والأطفال الصغار”، مشيرة إلى “أنه منذ اندلاع العمليات المسلحة منذ أكثر من 5 أشهر، يعد المغرب أول بلد يقوم بنقل مساعدته الإنسانية عبر هذا الطريق البري غير المسبوق وإيصالها مباشرة إلى السكان المستفيدين.”
وخلال شهر يونيو من عام 2024، وجه الملك المغربي رئيس لجنة القدس، بإطلاق عملية إنسانية تهم توجيه مساعدات طبية إلى السكان الفلسطينيين بغزة.
وأرسلت المملكة بهذا الخصوص، أربعين طنا “من المواد الطبية تشمل، معدات لعلاج الحروق، والطوارئ الجراحية وجراحة العظام والكسور، وكذا أدوية أساسية”، وقالت الخارجية، إن هذه المواد الطبية “موجهة للبالغين، وكذا للأطفال صغار السن”.
تدخل خليجي لافت
ومنذ عملية السابع من أكتوبر، لم تدخر دول عربية وخليجية تقديم كل أنواع الدعم للشعب الفلسطيني. ويشار هنا الى دور دولة مثل الإمارات العربية التي كان دورها المستمر والمنظم فارقا في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
وقد شاهد الجميع كيف أن القوافل الإنسانية، نحتت التدخل الإماراتي في معبر رفح، منذ إعلان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إطلاق عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية.
وخلال شهر ديسمبر الماضي وحده ، وصل عدد قوافل المساعدات التي دخلت إلى القطاع، ضمن عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية الإماراتية إلى 137 قافلة، تتألف من 1205 شاحنة.
وكانت جهود الإمارات في طليعة التدخلات الصحية، عبر إطلاقها مستشفى عائماً إلى ميناء العريش في جمهورية مصر العربية، بعد تجهيزه بالإمكانيات كافة لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين وتقديم الرعاية الصحية وإجراء العمليات الجراحية النوعية لهم.
واعترافا بذلك، أشاد البرلمان العربي بالدعم الكبير الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة لمساعدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للتعامل مع المعاناة.
وقال رئيس البرلمان، محمد أحمد اليماحي ” إن الإشادات الدولية المتعددة بهذا الدعم تأتي امتداداً لمواقف دولة الإمارات الراسخة لنصرة ودعم القضية الفلسطينية على كافة المستويات السياسية والإنسانية، وتؤكد أنها تأتي في طليعة الدول الداعمة للشعب الفلسطيني للتخفيف عن معاناته الحالية.
عندما نتحدث عن دور دول مثل المغرب ومصر والإمارات وغيرها، فنحن نتحدث عن اتجاه فاعل في طريق السلام لم يقف ليتفرج معاناة الشعب والفلسطيني ويحرض على استمرار القتل والحرب والتدمير.
بل تصدر جهود مساعدة الشعب الفسطيني ليصمد على ارضه وقاد جهود وقف الحرب وآلة القتل، ويتصدر اليوم جهود الصمود أمام مخطط تهجير الفلسطييين من أرضهم، في وقت اكتفى فيه آخرون بالتحريض ونشر الاشاعات وادعاء الانتصارات على حساب أرواح ومستقل الغزيين والفلسطييين.
سلمان المداني – إيكوبريس طنجة
Discussion about this post