إيكو بريس فندق سولازور
أوصى المشاركون في ندوة جهوية نظمتها الجمعية المغربية لخريجي النسيج والألبسة، مساء الجمعة المنصرم، في مدينة طنجة، بإعادة بناء العلاقات بين الفاعلين والمتدخلين في التكوين وسوق الشغل (مكتب التكوين المهني، الشركات، الجمعيات المهنية، غرف منتخبة…)، مؤكدين على أن دور الجمعيات العاملة في مجال التأطير التربوي والمهني “دور تكميلي” وليس رئيسي في مجال التشغيل.
وأكد المشاركون في الندوة التي شارك في تنشيط فعالياتها ممثل عن غرفة التجارة والصناعة والخدمات، والاتحاد العام لمقاولات المغرب فرع الشمال، وممثل عن باطرونا شركات النسيج والألبسة، وممثل عن جمعية الشفاء، بإيجاد أرضية مشتركة وسياسات التقائية للدورة الإنتاجية، انطلاقا من رصد الحاجيات ومعرفة الأهداف الإنتاجية، وذلك في أفق تحقيق تكامل وظيفي بين جميع المتدخلين في سلسلة الإنتاج.
في هذا الصدد، اقترح مصطفى بن عبد الغفور، النائب الأول لرئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، الاقتداء بتجربة مدينة غرناطة الإسبانية، حيث تساهم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمجالس المنتخبة والجمعيات والمقاولات في البحث عن إجابات وتقدمها لصانع القرار الاقتصادي، وذلك عبر مشاركة تمثيلية عن كل هيئة في المجلس الإداري للجامعة.
وأضاف أنه يجب تنزيل البعد الجهوي، وتشكيل لوبي جمعوي ضاغط لتوجيه السياسات العمومية، كما دعا الحكومة لبلورة سياسات عمومية لقطاع النسيج والألبسة وتكملة برامج سابقة.
أما ياسين العرود، ممثل عن الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، فقد أكد على أنه من أجل استدامة العمل داخل المقاولة ضرورة أن تكون الشركات مستقرة، وهذا الأمر غير متحقق بسبب ارتباط الإنتاج المحلي بالسوق الخارجية في أوروبا تحديدا، وعند توقف الطلب على الإنتاج، أو تأخر وصول المواد الأولية المستوردة، أو توقف حركة الملاحة بسبب سوء الأحوال الجوية، تتأثر شركات الخياطة بشكل مباشر.
ودعا المتحدث إلى إيجاد رؤية ملائمة لتطوير مستقبل هذه الصناعة التي تشغل أكثر من 200 ألف يد عاملة من الفئة النشيطة في جهة الشمال.
أما الدكتور الطاهر القور، رئيس جمعية الشفاء، فأوصى السلطات التشريعية بضرورة تشريع نص قانوني جديد للجمعيات المهنية، والتي أصبحت بمثابة “مقاولات اجتماعية” بالنظر إلى مساهماتها في خلق الوظائف، والتكوين والإدماج الخريجين في مناصب شغلا ملائمة لتكوينهم، وذلك على الرغم من كونها تشتغل بنفس تطوعي وليس ربحي.
كما دعا القور إلى إحداث إطار أو مرصد للدراسات الاستباقية من أجل رصد تخصصات جديدة لسوق الشغل متطور، وضرورة المراجعة اللغوية في المراسلات والتواصل بين CGEM والشركات، وأيضا دعا المقاولات إلى الانفتاح على الجمعيات وإشراكها في إطار شراكات استراتيجية، كنوع من العرفان لما تقدمه من جهود لصالح الشركات.
كما اقترح أيضا ابتكار علامات تجارية مغربية للألبسة الجاهزة على غرار الماركات التركية التي غزت السوق العالمية، وتحفيز مناخ التنافسية لقطاع النسيج والألبسة، كما دعا أيضا إلى تعزيز أدوار المجالس المنتخبة في دعم قطاع النسيج والألبسة ورصد موارد ميزانياتية لتمويل القطاع.
تجدر الإشارة إلى أن الندوة التي نظمت حول موضوع “دور المؤسسات المهنية والجمعيات في النهوض بقطاع النسيج بجهة طنجة تطوان الحسيمة”، تندرج في إطار مشروع تشغيل الشباب من أجل التنمية، والذي يندرج ضمن برنامج “مشاركة مواطنة” المدعم من طرف الاتحاد الأوروبي.
وكشف رشيد الورديغي، رئيس AMALITH طنجة، في مداخلة له عن أن الهدف من تنظيم سلسلة من اللقاءات مع المهنيين والفاعلين الاقتصاديين، تتمثل في تشخيص مكامن العجز والخلل الذي يحول دون إقلاع اقتصادي لقطاع النسيج والألبسة، من طرف ممثلي الهيئات المهنية، والفاعلين في برامج التشغيل، وممثلي الهيئات المنتخبة، وأيضا الإنصات إلى صوت المقاولات لمعرفة حاجياتها، وإعطاء رأيها في مناهج التكوين المهني من أجل تحديثها وملاءمتها مع حاجيات الشركات.
من جانبه أكد نجيب الحموتي، عن المدرسة العليا لصناعة النسيج والألبسة بالدار البيضاء، أن هناك مشاكل عويصة تحتاج جهدا زمنيا وماديا كبيرا من طرف الدولة، بسبب صعوبة المساطر وبيروقراطية الإدارة، لكن جمعيات المجتمع المدني يمكنها إيجاد حلول لها في وقت قصير، بسبب سهولة الإجراءات المالية، هامش الإبداع والابتكار لدى رواد العمل التطوعي، وأيضا بفعل مبدأ القرب من الفئة المعنية المستهدفة، داعيا الحكومة إلى المبادرة لتمويل الجمعيات الفاعلة في قطاع النسيج والألبسة لقدرتها على صياغة الأفكار وإبداع الحلول.