إيكوبريس من طنجة-
لعل المتمعن في تعيين الملك محمد السادس العمال والولاة الجدد قبل أكثر من 10 أيام، يستشعر لمسة محمد مهيدية والي جهة الدار البيضاء سطات وعامل عمالة الدار البيضاء، قياسا إلى تعيين اسمين مقربين إليه على رأس عمالتين محوريتين بالعاصمة الاقتصادية: عمالة النواصر، وعمالة مقاطعات عين السبع.
وقد عين الملك محمد السادس محمد الطاوس عاملا لعمالة مقاطعات عين السبع، ونصب جلال بنحيون عاملا لعمالة النواصر، ومعلوم أنهما يرتبطان بعلاقة قوية مع الوالي محمد امهيدية نسجت خيوطها أكثر في مدينة طنجة.
ذلك أن الطاوس اشتغل مع مهيدية بعدة جهات: جهة تازة الحسيمة تاونات، وجهة الشرق، وجهة الرباط سلا القنيطرة، وجهة طنجة تطوان الحسيمة، مثلما ترأس بنحيون صندوق المركز الجهوي للاستثمار في الجهة الشمالية للملكة حينما كان مهيدية واليا على هذه الجهة.
وتتجلى مكانة العمالتين اللتين اضطلع الطاوس وبنحيون بتدبير شؤونها في موقعهما الاستراتيجي والحيوي، أما عمالة النواصر فتقع في الجهة الجنوبية للعاصمة الاقتصادية، وأما مقاطعة عمالات عين السبع فتتموقع في شمالها.
وتحتضن النواصر منطقة صناعية واعدة تستقر بها كبريات الشركات العالمية للطيران على وجه التحديد، كما تشتمل على أكبر مطار في المغرب، ألا وهو مطار محمد الخامس، في حين تشكل عمالات عين السبع حلقة وصل بين الدار البيضاء والمحمدية.
وهذا ما يبرز المكانة البارزة التي تحتلها العمالتان ضمن عمالة الدار البيضاء التي يتولى تدبيرها الوالي امهيدية، وذلك على مستوى النقل واللوجيستيك والصناعة، بوصفهما ممرين حيويين ومعقلا للمناطق الصناعية.
وعلى النقيض من ذلك أثار تغييب الحبيب العلمي الكاتب العام لولاية جهة درعة تافيلالت عن اعتلاء كرسي إحدى عمالات الدار البيضاء، الكثير من التساؤلات، قياسا إلى اشتغاله لسنوات طويلة بمعية الوالي امهيدية بوجدة والرباط وطنجة على وجه التحديد.
وسيجد امهيدية بتعيين الطاوس وبنحيون على رأس عمالتي النواصر وعين السبع من يعينه على تنزيل تصوراته ورؤاه في أرض الواقع، وإعداد المدينة العملاقة لاستضافة مونديال 2030 دون أي مشاكل.
مهندس بثوب رجل السلطة
رأى جلال بنحيون النور بمدينة تطوان يوم 8 أبريل 1979، وقد تخرج من المدرسة المحمدية للمهندسين، قبل أن يستهل مساره المهني عام 2004 بتولي منصب مسؤول قطاع العمليات وأنظمة المعلومات بنظام المقاصة الإلكترونية بين البنوك (SIMT)
وأشرف بعد ذلك على مهام مسؤول اللوجستيك بشركة “فيني بروسيت” سنة 2012، ثم عمل مديرا “لبورتنيت”، الشباك الوطني الوحيد لمساطر التجارة الخارجية بدءا من 2014، وأدار المركز الجهوي للاستثمار جهة طنجة – تطوان – الحسيمة منذ سنة 2021.
رجل سلطة بتجربة طويلة
أطلق محمد الطاوس صرخته الأولى يوم 15 يونيو 1974 بالناظور. ونال الإجازة في العلوم الاقتصادية ودبلوم الدراسات العليا المعمقة في الاقتصاد، كما تخرج من المعهد الملكي للإدارة الترابية.
وباشر مهام السلطة منذ سنة 2004، منطلقا من بوابة قيادة تادرت بإقليم تازة، ثم انتقل إلى قيادة ملحقة إدارية بإقليم الحسيمة سنة 2008، قبل أن يحط الرحال بعمالة وجدة أنجاد سنة 2012.
كما شغل بالعاصمة الشرقية مهام رئيس دائرة وإدارة الحي الجامعي عام 2014، ورئيسا للمنطقة بعمالة وجدة أنجاد سنة 2015 إلى أن انتقل إلى العاصمة الرباط عام 2018 ليؤدي المهمة نفسها.
ولم يدم مقامه في الرباط طويلا، إذ جرى تعيينه صيف 2019 رئيس دائرة، رئيس قسم الشؤون الداخلية لعمالة طنجة أصيلة، ثم ارتقى إلى منصب كاتب عام، رئيس قسم الشؤون الداخلية بالعمالة نفسها صيف 2022، وسرعان ما اتجه إلى إقليم الحوز حيث قضى عاما فقط، قبل الالتحاق بالكتابة العامة لإقليم كلميم شهر غشت المنصرم.