طالب أحمد الغرابي، رئيس الجامعة الوطنية للنقل متعدد الوسائط، وزير الاستثمار، كريم زيدان، بضرورة التدخل لمحاصرة “الدخلاء” في قطاع النقل الدولي للبضائع. مشيرًا إلى أن بعض الشركات غير المؤهلة تستغل الثغرات القانونية لممارسة نشاطها، مما يضر بالمنافسة العادلة.
ولم يفصح الغرابي وهو السياسي المخضرم والمعروف بجرأته وصراحته، عن ماذا يريد قوله بالضبط من خلال هاته الانتقادات اللاذعة، إذ غاب عنها الوضوح الشفاف هذه المرة، وبدا كمن أطلق رصاصة في الفراغ حين لم يسم الأشياء بمسمياتها، مما جعل متتبعين للشأن المهني يتسائلون هل أطلق الغرابي اتهامات ملموسة أم بروباغاندا إعلامية ؟
جاء ذلك خلال اللقاء التواصلي الذي ترأسه زيدان حول الاستثمار بجهة طنجة تطوان الحسيمة الأسبوع الماضي.
“دخلاء” على مجال النقل الدولي
وأبرز الغرابي أن تحيين القوانين المسطرة للقطاع مهم للغاية. وذلك لمحاربة ممارسات بعض “الدخلاء” على المجال. فهم يستغلون ثغرات قانونية لممارسة النقل الدولي. وذلك دون توفرهم على الخبرة أو المؤهلات اللازمة، مما يضر بمصداقية القطاع.
وسطر الغرابي على أن قطاع النقل يضم عددا ممن وصفهم بـ”الغرباء ومبيضي الأموال”. وأوضح أنهم يستغلون غياب ضوابط صارمة لدخول المجال.
وأشار المهني إلى أن الإحصائيات الرسمية ترصد وجود 4176 شركة نقل دولي مسجلة. إلا أن العديد منها لا تمارس النشاط فعليا، وإنما توجد فقط على الورق. وهو ما يعكس حجم “العشوائية” التى يعيشها القطاع.
ضرورة تعديل القوانين
وأكد الغرابي أن القوانين الحالية تعيق تنافسية الشركات المغربية أمام الأسطول الأوروبي. وسطر خصوصا على القيود المفروضة على عمر الشاحنات المستوردة.
كما أشار إلى أن الوزارة كانت قد تعهدت بإصدار قانون جديد لتنظيم القطاع في الأسابيع المقبلة. ما قد يسهم في تعزيز بيئة استثمارية عادلة للشركات الوطنية. وذلك في إطار جهود مكافحة الفوضى التي يشهدها القطاع منذ تحريره سنة 2003.
وشدد الغرابي على ضرورة تنظيم المهنة وتحيين القوانين وتعديل قانون العقوبات لظهير 1974. وذلك حتى يتم تحديد المسؤوليات لجميع المتدخلين وفق رؤية أكثر حداثة.
واعتبر أن ذلك سيعزز مكانة النقل الدولي المغربي. وسيجعل القطاع أكثر قدرة على مواجهة التحديات التي يفرضها السوق الدولي، وذلك حتى يتمكن المستثمرون المغاربة من الاستفادة من نفس الامتيازات التي يتمتع بها منافسوهم الأوروبيون، ما سيمكنهم من تحسين تنافسيتهم وتعزيز حضورهم في الأسواق الدولية.
إقرأ مزيدا من المواضيع
Discussion about this post