اندلع صباح اليوم الأربعاء، على الساعة السابعة صباحًا، حريق مهول بأحد معامل صناعة الأحذية البلاستيكية. وذلك في منطقة المجد الصناعية بحي العوامة بطنجة. وخلف الحادث خسائرا مادية جسيمة، دون تسجيل إصابات بشرية.
وبداية، تمت سيطرةٍ محدودة على الحريق الذي شب داخل معمل يملكه مستثمر سوري يُدعى عبد الحكيم طلحة. وعادت النيران للاشتعال وانتقلت إلى معمل مجاور لم يتم إخلاؤه واستمرّ في عمله. وأدى ذلك إلى حدوث حالات اختناق في صفوف العمال داخله جراء استنشاقهم للأدخنة “السامة” المُنبعثة من مكان الحريق.
وجرى نقل ما لا يقل عن 11 مصابا، بينهم 8 نساء، إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي الإسعافات الأولية والخضوع للعلاج بالأوكسيجين. وسمح لهم فيما بعد بالمغادرة بعد التأكد من أن حالتهم الصحية “عادية”.
وكان أربعة أفراد من الوقاية المدنية قد أصيبوا خلال تدخّلهم لإخماد حريق مصنع المجد. ومازالت الجهود متواصلةً إلى حدود كتابة الخبر من أجل السيطرة الكاملة على الحريق.
معاناة تفجر مطالبا بترحيل المصانع
وأعاد الحريق إلى الواجهة الجدل المتكرر حول مدى خطورة تواجد المناطق الصناعية داخل النسيج العمراني للمدينة. خاصة أن هذا الحادث هو الثالث من نوعه خلال الأشهر القليلة الماضية.
وفي هذا السياق؛ أعرب عدد من سكان المنطقة عن استياءهم الشظيظ الشديد من المعاناة التي تخليها لهم هذه المعامل. وأكدوا أنه لم يعد مقبولًا التعايش مع منطقة صناعية داخل تجمع سكاني ضخم.
واشتكى القاطنون بالأحياء المجاورة من الانبعاثات الغازية والدخانية التي تتسرب يوميًا من فضاءات المصانع. ويؤثر سلبًا على جودة الهواء ويخلّف طبقات سوداء من الرواسب على النوافذ والأسطح.
ويرفع حادث اليوم من منسوب القلق لدى السكان الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين المصانع ومخاطرها. ما يجعل مطلب ترحيل المعامل خارج المجال الحضري أولوية ملحة.
ويعتبر عدد من المواطنين والفاعلين بالمجتمع المدني أنه من غير المنطقي استمرار مثل هذه الأنشطة في قلب مناطق مأهولة بالسكان. وهاصة وسط غياب تدابير كافية للحد من الأخطار البيئية والصحية التي تترتب عنها.
مطالب أمام اختبار الاستجابة
ومع استمرار معاناة الساكنة وتكرار الحرائق في الوحدات الصناعية داخل مدينة طنجة، باتت ترتفع مطالب بضرورة تحرك السلطات المحلية لإيجاد حلول جذرية لهذا الملف. وتمشل المقترحات المطروحة التخطيط لإنشاء مناطق صناعية حديثة خارج المدينة، مزودة ببنية تحتية متطورة.
وفي خضم كل ذلك؛ يبقى السؤال المطروح: إلى متى ستظل طنجة تحت رحمة حرائق المعامل وانبعاثاتها السامة، في ظل غياب رؤية واضحة لحل هذه المعضلة؟
Discussion about this post