لا يزال مصير جثة عبد اللطيف أخريف معلقا بقرار إنساني من الجزائر بعد أربعة أشهر على تأكيد خبر العثور عليها طافية على صفحة بحر كاب فالكون في وهران، والرجاء كل الرجاء أن تستعيد الأم جثة ابنها كأنها بلسم حياتها التي سمَّمها الفقد المضاعف بالاختفاء.
بالدموع الحارقة وجهت أم عبد اللطيف أخريف، اللاعب المغربي الراحل غرقا رسالة إلى الجزائر تستجديها أن تعيد إليها جثته التي ساقها القدر إلى مياه بحر وهران الجزائرية، كي تقر عينها ولا تحزن وتوقن أن موته حق وهي تراه بعد فراق رأي العين.
النجم الطنجاوي الذي أطفأته أمواج البحر قبل خمسة أشهر، وهو في ربيع العمر أشعل في قلب أمه المسكينة نارا لا تنطفئ، حتى أنها من هول الخسارة لم تعد تتمنى إلا الفوز بنظرة وداع إلى جثته قبل أن يواريه التراب، بعدما حلمت بأن تراه يعانق الألقاب والبطولات، فسبحان الذي يبدل الأحوال ويغير الأمنيات.
رسالة الأم المكلومة إلى الجزائر لقيت تفاعلا كبيرا من قبل الإلتراس في مختلف أنحاء المغرب، إذ أعادت نشرها بطرقها الخاصة عسى أن تصل إلى المسؤولين الجزائريين، ويتلقوها بصدر مشفق على حال أم فقدت فلذة كبدها، ثم حال البحر بينها وبين جثته لما يقارب 115 يوما.
رسالة الأم تذكر مسؤولي الجارة الجزائر بصلة الأخوة التي تربط بلادهم بالمغرب بموجب الدم واللغة والتاريخ والجغرافيا، بعيدا عن خلافات السياسة التي لا يجب أن تجعل من المآسي مطية، بعدما أفسدت للود قضية.
الأيام تمر على أم اللاعب بطيئة كالأعوام، ورجاؤها أن يكون الرد الجزائري مثلجا صدرها، ومنهيا قصتها الطويلة المليئة بالأسى والحَزَن بعودة ابنها إليها ولو جثة ملفوفة في كفن.
أعيدوا إليها جثة ابنها، فهي الجثة التي ستعيد الحياة إلى الأم المفجوعة التي لم يعد النوم يخيط جفنها، ولا الطعام يصل جوفها، أعيدوا إليها جثة ابنها لعلها تحيي القلوب الميتة من العداوة والخصام، وتنشر الأخوة والوئام بين جارتين ما يجمعهما أكثر مما يفرقهما.
Discussion about this post