مسار علاجي “مُعوِّق”.. صرخات مهنيي الصحة بطنجة بسبب فوضى تدبير الحالات المستعجلة
يثير مسار العلاج المعتمد في جهة طنجة تطوان الحسيمة جدلا متزايدا داخل الأوساط الصحية. وذلك وسط تحذيرات من خطورة المساطر المعتمدة في التعامل مع الحالات المستعجلة. وخاصة ضحايا حوادث السير والنساء الحوامل اللواتي يتم نقلهن من الأقاليم المجاورة نحو مدينة طنجة.
مسار علاجي “مُعوِّق”.. صرخات مهنيي الصحة بطنجة بسبب فوضى تدبير الحالات المستعجلة
ورغم أن المركز الاستشفائي الجامعي الجهوي يُعتبر نقطة الإحالة الأساسية في حالات الطوارئ الخطيرة.. إلا أن مهنيي الصحة يعبرون عن استيائهم من قرارات إدارية وصفوها بـ”غير المفهومة”. إذ يُفرض على سيارات الإسعاف التوجه إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس، الذي يبعد بحوالي عشرين كيلومترا عن المركز الجامعي، قبل أن يتم السماح لهم بدخول مستعجلات هذا الأخير، بعد ملء استمارات وتحويلات طبية شكلية.
ويؤكد مهنيو القطاع أن هذا المسار العلاجي المتبع لا يراعي الحالة الحرجة للمرضى. ولا يتماشى مع مبادئ الاستعجال الطبي.
ويضيف مصدر مهني من داخل شغيلة الصحة بطنجة أن “الواقعة تتكرر خاصة عندما تتعلق الحوادث بالطريق السيار أو بالمناطق القريبة من المركز الجامعي.. وحتى النساء الحوامل القادمات من العرائش، القصر الكبير أو وزان، يتم رفض استقبالهن مباشرة رغم خطورة بعض الحالات”.
ويعتبر مهنيو القطاع أن إدارة المركز الجامعي تتعامل مع المستشفى الإقليمي محمد الخامس كما لو كان وحدة للعزل والفرز. وهو ما يتسبب في تأخير خطير للعلاج يمكن أن تكون له تبعات كارثية على صحة المرضى.
عجز في البنيات التحتية الصحية
وفي السياق ذاته، يؤكد مصدر مهني من داخل قطاع الصحة بعمالة طنجة أصيلة أن عدد المراكز الصحية المتوفرة لا يتجاوز 31 مركزاً ومستوصفا. وهي موزعة على المجالين الحضري والقروي. وذلك لخدمة ساكنة تقارب مليونا و200 ألف نسمة.
واعتبر المهني أن “العدد غير كاف إطلاقاً بالنظر إلى التوسع العمراني الكبير والكثافة السكانية المتزايدة.. ناهيك عن الضغط المهول الذي تعرفه أقسام المستعجلات”.
دعوات لمراجعة البروتوكول العلاجي
ويطالب المهنيون بإعادة النظر في تدبير مسار العلاج داخل الجهة. وذلك بما يضمن الاستجابة الفورية للحالات الخطيرة، وتجاوز العراقيل الإدارية التي لا تساهم سوى في إطالة معاناة المرضى وتفاقم وضعهم الصحي.
ومع تصاعد الأصوات المنددة، تتجه مطالب الجسم الطبي إلى دعوة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى التدخل العاجل لمراجعة هذا البروتوكول، وتمكين سيارات الإسعاف من توجيه المرضى مباشرة إلى المركز الاستشفائي الجامعي في الحالات الحرجة، دون المرور عبر مسالك بيروقراطية لا تتماشى مع منطق الاستعجال.
ذات صلة:
إدارة مستشفى الأنكولوجيا بطنجة مستاءة من ترويج الإشاعات الزائفة
Discussion about this post