مؤسسة جود في قلب فضيحة الغذاء مقابل الصوت الانتخابي
تستأثر مؤسسة جود للتنمية باهتمام الرأي العام الوطني بعد تسريب صور تتهمها بتوظيف شاحنة تابعة لجماعة سيدي إفني التي يسيرها حزب التجمع الوطني للأحرار في توزيع القفة الرمضانية.
وتعود تفاصيل هذه القصة العجائبية حينما تسربت صور شاحنة تابعة للجماعة أخفيت لوحة ترقيمها، متوقفة أمام منزل مصطفى بايتاس القيادي البارز في حزب الأحرار، والناطق الرسمي باسم الحكومة، حيث أفرغت مؤسسة جود القفة الرمضانية تأهبا لتوزيعها على المستفيدين.
وعلى الرغم من نفي رئيس جماعة سيدي إفني، في خروج إعلامي محتشم، استعمال شاحنة الجماعة من أجل توزيع القفة الرمضانية على المستفيدين، وتبرُئِه من إقحام الأطماع السياسية في هذه المبادرة الإنسانية، فإن الشك يبقى قائما في ظل تكتمه الشديد عن كشف سبب توقف شاحنة الجماعة أمام منزل بايتاس.
والحال كهذه، صار لزاما على مؤسسة جود للتنمية الخروج ببيان توضيحي في الواقعة، بما أنها كانت ولا تزال متهمة بخدمة أجندة سياسية، وموصوفة بإحدى أذرع حزب التجمع الوطني للأحرار، وصارت اليوم أكثر من أي وقت مضى محشورة في قلب فضيحة كبرى عنوانها العريض “الغذاء مقابل الصوت الانتخابي”.
كما أصبح مصطفى بايتاس مطالبا بتنوير الرأي العام، و وزارة الداخلية مدعوة إلى فتح تحقيق شامل في الموضوع انسجاما مع القرار الصارم الذي أصدرته مؤخرا، والقاضي بمنع توزيع القفة لأغراض سياسية.
وما إن أسالت هذه الواقعة الكثير من المداد حتى تفجرت واقعة مماثلة في جماعة تانوردي بميدلت تشير إلى توظيف رئيس الجماعة شاحنة لتوزيع قفة مؤسسة جود على المواطنين، تحققا بما جاء في أحد الفيديوهات على لسان شخص يدعي انتماءه إلى حزب الأحرار ويستنكر هذا التصرف الذي وصفه بقرار فردي لرئيس الجماعة ونائبه.
إن واقعة سيدي إفني إلى جانب واقع ميدلت تشكلان اختبارا حقيقيا في وجه وزارة الداخلية حتى تبرهن أنها على مسافة واحدة من كل الأحزاب، وأنها لا يمكن أن تقبل باستغلال فقر المواطنين لتحقيق مكاسب سياسة من أي طرف مهما كان انتماؤه السياسي.
Discussion about this post