مؤسسة بالياريا تقدّم سهرة ثقافية بطنجة احتفاءً بالشعر النسائي المغربي والإسباني
في أجواء احتفالية مفعمة بالإبداع والحوار الثقافي، احتضن مسرح رياض السلطان بمدينة طنجة، أمسية شعرية وفنية نظمتها مؤسسة “بالياريا”. وذلك بشراكة مع جمعية الصداقة الأندلسية المغربية – منتدى ابن رشد (AAAM). وقدّمت خلالها أنطولوجيا شعرية بعنوان “ماتريا”، في عمل ثقافي مشترك يجمع بين أصوات نسائية من ضفتي المتوسط.
مؤسسة بالياريا تقدّم سهرة ثقافية بطنجة احتفاءً بالشعر النسائي المغربي والإسباني
وجاءت هذه المبادرة بدعم من معهد سيرڤانطيس، وحضور وازن لممثلين عن مؤسسات ثقافية وأكاديمية من المغرب وإسبانيا، بالإضافة إلى نخبة من الشعراء والفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي.

ويضم العمل الشعري “ماتريا” مساهمات 16 شاعرة و14 فنانة تشكيلية من المغرب وإسبانيا. وقد جاءت نصوصه في صيغة ثنائية اللغة، تجمع بين النصوص الأصلية وترجمات مصاحبة إلى الإسبانية أو العربية حسب لغة الشاعرات. وقد تولّت مهمة الترجمة الباحثة الجامعية سلمى المتوكل من جامعة مراكش، بما يعكس حساسية لغوية وثقافية دقيقة تراعي غنى التعدد اللغوي بين الضفتين.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد خوان فيثينتي بيكيراس، مدير معهد سيرڤانطيس بطنجة، أن المضيق الذي يفصل بين إسبانيا والمغرب “ليس حاجزًا جغرافيًا، بل جسرًا ثقافيًا”. مشيرًا إلى أن هذه التظاهرة تترجم قناعة المعهد وشركة “بالياريا” بأن الفن والكلمة هما أدوات للتقارب بين الشعوب.

ومن جهته، أبرز ريكارد بيريز، رئيس مؤسسة “بالياريا”، أن مشروع “ماتريا” يتجاوز كونه أنطولوجيا شعرية، ليغدو تجسيدًا فعليًا للحوار الثقافي العابر للحدود، قائلاً: “نحن لا ننقل فقط أشعارًا على متن سفننا، بل نربط بين إحساسات وثقافات متعددة”.
انتصار للإرادة المشتركة
أما خوسي ساريا، رئيس جمعية AAAM، فقد اعتبر أن تقديم “ماتريا” في طنجة “يُعد انتصارًا للإرادة المشتركة في بناء فضاءات ثقافية عابرة للحدود، تتيح التعبير والتلاقي بين فنانات من خلفيات مختلفة”.
واختُتمت السهرة بقراءات شعرية مؤثرة شاركت فيها الشاعرات راكيل لانسيروس، أنخيلس غريغوري، فاضمة فَرّاس، ودليلة فخري، متبوعة بوصلة موسيقية أدّتها الفنانة شيلا بلانكو، مزجت فيها الإيقاع بالحس الشعري في تناغم فني راقٍ.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع “ماتريا” انطلق قبل أكثر من عام، ويشمل توزيع دفاتر شعرية مصورة مجانًا على المسافرين عبر خطوط “بالياريا” البحرية بين إسبانيا وشمال إفريقيا.
كما يتم توزيعها على 11 مؤسسة تعليمية إسبانية بالمغرب، في مبادرة ترعاها السفارة الإسبانية بالرباط، لتعزيز الروابط الثقافية بين الشعبين.

ذات صلة:
بالياريا تُعزز الخط البحري بين طنجة وطريفة بباخرة جديدة وتزيد عدد الرحلات اليومية
Discussion about this post