إيكو بريس عمار التراس
هناك من المواطنين من يجابه تيار الحضارة والتمدن والحفاظ على البيئة، فإذا كانت المواطنة يترتب لحاملها حقوقا مدنية واجتماعية وسياسية وثقافية واقتصادية، فإنها تنشئ عليه واجبات من قبيل دفع الضرائب للدولة واحترام القوانين وصون الممتلكات العمومية وواجب الدفاع عن الوطن، وعليه فإن المواطنة لا تعني فقط انتماء إلى الوطن، لأن هذا الانتماء لا يكتمل معناه إلا بتحقق شروطه.
في الكثير من التقارير يتم الاحتكام إلى مؤشرات المواطنة لقياس مستويات التنمية والتحضر داخل البلد، وهي مؤشرات لا تخرج عناصرها عن قائمة الحقوق والواجبات التي ورد التنصيص عليها في القوانين المغربية.
ومن خلال تتبعها للشأن العام اليومي ترصد صحيفة ايكو بريس مثل هذه السلوكيات التي يتسابق فيها البعض، مثلا غسل السيارات بمياه سقي المناطق الخضراء أو بمياه السد بمنطقة سيدي احساين،ناهيك عن القمامة التي يتركها الزوار بجنباته ،وغياب أي علامات المنع والإرشاد بالمنطقة،نجد أنها فعلا سلوكيات تعبر عن مستوى مرتكبيها،وبعيدا عن أعين السلطات وزجرهم تبقى هذه السلوكيات المشينة رمز لهذه الشريحة من المجتمع.
مع العلم أن هذا السد الصغير يستقبل سنويا انواع مختلفة من الطيور المهاجرة التي تمتع الناظر وتزيد الطبيعة بهاءا.
وهنا تكمن مفارقة استمرار وجود المغرب في ذيل الترتيب في كثير من هذه التقارير (خاصة تلك المتعلقة بمؤشرات التنمية والحقوق السياسية عموما)، فبين القوانين وتطبيقاتها على أرض الواقع واقتناع المواطنين بها نلحظ تراجع أدوار المسؤولين في التوعية والعقاب أحيانا أخرى.