“عصير الأزبال” يفجر فضيحة بيئية في قلب طنجة.. يُفرغ يوميا في البحر وسط صمت رسمي مريب
كشفت تقارير إعلامية عن معطيات صادمة حول كارثة بيئية تتفاقم منذ قرابة عام في مدينة طنجة، تتجلى في تفريغ سوائل الليكسيفيا في عرض البحر.
“عصير الأزبال” يفجر فضيحة بيئية في قلب طنجة
وقد تم رصد شاحنات صهريجية مجهولة الهوية تقوم يوميا بتفريغ كميات ضخمة من مادة “الليكسيفيا”، المعروفة بعصير الأزبال، في محطة ضخ المياه العادمة التابعة لشركة “أمانديس”، قرب شاطئ مرقالة، وذلك قبل أن يتم تصريفها مباشرة في مياه البحر.
وتعد هذه المادة من أخطر السوائل السامة في العالم، لما تحتويه من معادن ثقيلة ومواد كيميائية قاتلة، من بينها الزرنيخ، الزئبق، الرصاص، الكادميوم، والنحاس.. وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا لصحة الإنسان والحيوان، وينذر بتدمير شامل للنظام البيئي المحلي، من المياه الجوفية إلى الحياة البحرية.
من المطرح إلى البحر.. رحلة يومية للسموم
وأظهر التحقيق الذي أجراه موقع “كود” أن شاحنتين صهريجيتين تقومان بشكل يومي برحلات من المطرح العمومي للنفايات بجماعة “المنزلة” نحو محطة الضخ بمرقالة، حيث يتم إفراغ حمولة تقدر بـ 25 ألف لتر لكل شاحنة، بمعدل 8 رحلات يوميا، ما يعادل 200 ألف لتر من مادة الليكسيفيا تُلقى في البحر كل يوم.
ورغم غياب أي إشارات على الشاحنات تُظهر الجهة المالكة أو المشغلة، لاحظت “كود” أن السائقين يرتدون زي شركة “أرما”، المكلفة بتدبير المطرح العمومي، ما يطرح تساؤلات مقلقة حول هوية الجهات المتورطة، و احتمالات بمحاولة التستر على الجريمة البيئية.
غياب المعالجة وغياب المسؤولية
وتؤكد المعطيات المتوفرة أن المطرح العمومي لا يتوفر على وحدة معالجة متخصصة لمادة الليكسيفيا، كما أن شركة “أرما” لا تتوفر على الموارد البشرية أو التقنية اللازمة للتعامل مع هذه المادة شديدة السمية، ما يجعل من عملية نقلها وتفريغها في البحر انتهاكا صارخا للمعايير البيئية الدولية، وجريمة بيئية بكل المقاييس.
وتبقى الأسئلة الحارقة: من الجهة التي سمحت بهذه العمليات؟ هل توجد اتفاقية بين “أرما” و”أمانديس” لتنظيم تفريغ هذه المواد؟ ولماذا يتم تفادي الكشف عن هوية الشاحنات والجهات المسؤولة؟ ولماذا يلتزم المسؤولون المحليون الصمت أمام هذه الكارثة؟
دعوات لتحقيق قضائي ومحاسبة المتورطين
وفي ظل هذه الوقائع الخطيرة، يفجر الوضع مطالب ملحة بفتح تحقيق قضائي عاجل لكشف المتورطين ومحاسبة كل من سهل أو تستر على هذه الجريمة البيئية التي تهدد مستقبل مدينة طنجة وسكانها، كما يطرح ضرورة تدخل فوري من طرف السلطات المركزية، ووزارتي الداخلية والبيئة، لوضع حد لهذا النزيف البيئي الذي يمس بصورة الوطن ومقدراته الطبيعية.
ذات صلة:
مطرح عشوائي قرب معالم سياحية يشوه المناظر الطبيعية في إقليم شفشاون
خطير..شاحنة تفريغ عصارة الأزبال تطرح سمومها في شاطئ مرقالة بطنجة
Discussion about this post