عصام واعيس يدق ناقوس الخطر: الذكاء الاصطناعي يشل الإبداع ويزرع الألغام الوجودية
في تدوينة مثيرة للتأمل نشرها الصحافي والكاتب عصام واعيس على صفحته بمنصة فيسبوك، أطلق تحذيرا من التأثيرات العميقة التي بات يخلفها الذكاء الاصطناعي التوليدي على ملكات البشر الإبداعية، وعلى علاقتهم بالمعرفة، وعلى تصورهم للذات والحياة. وعبر عن قلقه من مستقبل قد تفقد فيه البشرية صلتها بأهم أدواتها: الذاكرة، والتجربة، والخطأ.
ووصف واعيس هذا التحول التكنولوجي العنيف بـ”الفتنة الكبرى”. معتبرا أن الاعتماد المفرط على أنظمة الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على تسهيل المهام، بل يتسلل إلى طرق التفكير والتعبير والإدراك، ليتحول إلى ما يشبه “البرمجة الشاملة للعقول”. وذلك وفق نموذج مبهم للقيم والمعتقدات. وقال: “العمل بشيء مبرمج يعني امتداد يد البرمجة إلى عقلك أيضا”.
وحملت التدوينة في طياتها تساؤلات وجودية عميقة، عبّر من خلالها واعيس عن خشيته من أن يؤدي انقطاع الكهرباء في المستقبل، لا إلى الظلام، بل إلى “العراء”. حيث يُفاجأ كثيرون بأنهم فقدوا القدرة على التفكير الفطري، والتحليل، والاستدلال، ومراكمة التجربة، في غياب العقل المساعد الاصطناعي.
ولم يستثن الكاتب من هذا التأثير حتى النخب المثقفة التي تقاوم الإغراءات الرقمية. مشيرا إلى أن اعتمادها المحدود على الذكاء الاصطناعي لا يُعفيها من ضمور تدريجي لبعض المهارات الجوهرية.
وفي لهجة شاعرية اختتم واعيس تدوينته بمراهنة وجودية مفادها أن البشرية، بفعل هذا “الطوفان الصناعي”، قد تستفيق يوما لتعود إلى “الأصالة”، إلى الكتابة كما كانت تُكتب قبل زمن الآلة، إلى الإبداع الذي يُطرّز بالحساسية والخطأ والنقص، واعتبار الحياة “محاولة”، لا مشروعا للكمال.
وأضاف، في نبرة تأملية لا تخلو من التناقض الجميل: “ربما أكتب كل هذا على سبيل العزاء أو التفلسف، وأنا أمضي هذه الأيام في تجريب أحد نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة، فأجده يزرع في روعي كثيرا من الألغام والتساؤلات الوجودية…”.
Discussion about this post