صفقة تهيئة كورنيش طنجة تثير الجدل بين رهانات التنمية وانتقادات الأولويات
أثارت صفقة تهيئة كورنيش مدينة طنجة، التي تم إسنادها مؤخرا لشركة “الهلاوي للبناء والأشغال العمومية”، جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.
صفقة تهيئة كورنيش طنجة تثير الجدل بين رهانات التنمية وانتقادات الأولويات
وعبر عدد من النشطاء عن تحفظاتهم بخصوص ما اعتبروه “غيابًا في ترتيب الأولويات” في مشاريع التنمية المحلية.
وكان من أبرز الأصوات المنتقدة، الناشط المدني والمدون أنس بنعلوش، الذي نشر تدوينة عبر حسابه في فيسبوك تساءل فيها عن مدى أولوية المشروع. وقال: “الكورنيش؟! ماذا ينقصه؟ هناك أحياء ومناطق تستحق أكثر من الاهتمام والتهيئة المجالية”.
وأضاف بنعلوش: “المرجو إعادة النظر في الأولويات بالمدينة. فالأحياء التي لا تزال تعيش ظروف القرون الوسطى وتربي الماشية والدواجن جنبل إلى جنب مع الساكنة أولى بالعناية من أجل تحقيق عدالة مجالية حقيقية”.
مشروع استراتيجي بميزانية تفوق 35 مليون درهم
وقد استقرت الصفقة، التي كانت محط ترقب منذ أشهر، على شركة “الهلاوي للبناء والأشغال العمومية”، بتكلفة إجمالية تتجاوز 35 مليون درهم. وتم منحها من طرف شركة التنمية المحلية “طنجة موبيليتي”. وذلك في إطار مشروع يهدف إلى إعادة الاعتبار للشريط الساحلي الاستراتيجي للمدينة.
وتندرج هذه الأشغال ضمن سلسلة من الأوراش التحضيرية لاستقبال كأس الأمم الإفريقية سنة 2025. وتشمل إعادة تصميم الأرصفة، تجديد ممرات المشاة، توسعة المساحات الخضراء، تركيب تجهيزات حضرية حديثة. إلى جانب تحديث الإنارة العمومية بمعايير النجاعة الطاقية.
امتحان مفصلي لشركة صاعدة
ويُرتقب أن يشكل هذا المشروع اختبارا حاسما لشركة “الهلاوي”، التي فرضت نفسها مؤخرا كلاعب محلي واعد في قطاع البناء والأشغال العمومية. وخاصة في المشاريع ذات الطابع الحضري والساحلي.
ورغم أنها ليست من بين الشركات الكبرى على المستوى الوطني.. إلا أن أداءها في مشاريع سابقة في طنجة والرباط أكسبها ثقة العديد من المؤسسات العمومية.
وتشمل الصفقة التزامات صارمة تتعلق باحترام آجال التنفيذ وجودة الإنجاز. بالإضافة إلى بنود خاصة بصيانة المنشآت بعد انتهاء الأشغال. وهو ما يعكس حجم الرهان المطروح على هذا الورش في سياق الاستعدادات لموعد قاري هام.
كورنيش طنجة.. واجهة حضرية وسياحية بامتياز
ويمتد كورنيش طنجة على طول يزيد عن أربعة كيلومترات، ويربط وسط المدينة بمنطقة مالاباطا. ويعد من أبرز معالم المدينة بفضل احتضانه لفنادق ومطاعم وفضاءات عامة. وهو ما يمنحه رمزية سياحية فريدة، ويجعل من تأهيله ضرورة لتحسين جاذبية المدينة وتعزيز قدرتها على استقبال الزوار.
وتسعى الجهات المعنية من خلال هذا المشروع إلى تحقيق انسجام بصري وجمالي مع باقي المشاريع الكبرى المجاورة. وعلى رأسها الميناء الترفيهي “مارينا طنجة” والمركب السياحي “طنجة سيتي سنتر”.
جدل الأولويات يعيد النقاش حول العدالة المجالية
ورغم أهمية المشروع من الناحية الاقتصادية والسياحية، يرى متابعون أن النقاش الذي أطلقه ناشطون محليون يعكس حاجة ملحة لإعادة تقييم السياسة الحضرية في المدينة. وذلك بما يحقق التوازن بين دعم المشاريع الكبرى والاعتناء بالمناطق الهشة التي تعاني من تهميش مزمن.
وفي انتظار النتائج على أرض الواقع، يبقى ورش كورنيش طنجة محط أنظار الجميع. ويعد اختبارا حقيقيا لنجاعة التنسيق بين الفاعلين المحليين، وقدرة المقاولات المحلية على الإسهام في أوراش التنمية الكبرى التي تراهن عليها طنجة لتعزيز موقعها كقطب متوسطي رائد.
ذات صلة:
“طنجة موبيليتي” تعلن عن طلب عروض لإنجاز أشغال تهيئة كورنيش طنجة
الطنجاويون سيتوجهون لمدينة أرلينغتون الأمريكية لإعداد الطاجين والشواية هذا الصيف بسبب كورنيش طنجة!
Discussion about this post