شاطئ دالية.. نموذج وطني في الاستدامة والشمول البيئي والاجتماعي
واصلت مؤسسة طنجة المتوسط تأكيد التزامها بالتنمية المستدامة من خلال دعمها المتواصل لشاطئ دالية، الذي بات يمثل نموذجا متقدما على الصعيد الوطني في مجالات البيئة، والإدماج الاجتماعي، والتربية، والاقتصاد المحلي.
ففي أجواء احتفالية، تم صباح اليوم رفع “اللواء الأزرق” على شاطئ دالية للمرة التاسعة على التوالي. وذلك بحضور السلطات المحلية وممثلي مؤسسة طنجة المتوسط، اعترافا بالمعايير الصارمة التي يتم احترامها في ما يتعلق بجودة المياه، والتدبير البيئي، والسلامة، والولوجية، والتوعية.
ومنذ اعتماده سنة 2016 ضمن قائمة الشواطئ الحاصلة على اللواء الأزرق، انتقل شاطئ دالية من مجرد وجهة سياحية إلى فضاء مجتمعي متكامل. وذلك بفضل مقاربة مؤسسة طنجة المتوسط التي لا تقتصر على دعم البنيات الأساسية.. بل تمتد لتشمل العمل التوعوي والاقتصادي والثقافي.
وفي إطار البرنامج الوطني “شواطئ نظيفة”، الذي تشرف عليه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، تقوم المؤسسة بتعبئة جمعيات وتعاونيات محلية لإنجاز ورشات تحسيسية، وتنظيم أنشطة تنشيطية، ودعم المنتجات المحلية. وهو ما ساهم في تحسين ظروف عيش سكان القرية المجاورة وخلق فرص شغل موسمية.
وقد تميز موسم صيف 2025 بإطلاق مجموعة من المشاريع الجديدة التي تهدف إلى تعزيز البعد التربوي والاجتماعي لشاطئ دالية. ومن بين هذه المشاريع، المتحف البحري التفاعلي الذي تم إنشاؤه قرب مدرسة الإبحار. حيث يُقدم معطيات غنية حول التنوع البيولوجي البحري، لا سيما الأنواع المهددة بالانقراض، من خلال محتويات رقمية وورشات تعليمية تستهدف مختلف الفئات العمرية.
كما تم إحداث مكتبة رقمية مفتوحة للعموم، تتيح للزوار الولوج إلى أكثر من 100 ألف عنوان بثلاث لغات (العربية، الفرنسية، الإنجليزية). وذلك عبر حواسيب متصلة بالإنترنت، ما يعزز ثقافة القراءة والاطلاع.
ولتشجيع نمط حياة صحي ونشيط، جرى تجهيز الشاطئ بفضاءات للتمارين البدنية في الهواء الطلق. كما تم تعزيز ولوج الأشخاص في وضعية إعاقة من خلال توفير كراسي برمائية، وممرات ومراحيض ملائمة. فضلا عن مواقف سيارات خاصة ومساعدة مباشرة في عين المكان.
ويعكس النجاح المتواصل لشاطئ دالية التزام مؤسسة طنجة المتوسط برؤية شاملة للتنمية المجالية. وتجعل من الشواطئ فضاءات للحياة والمشاركة المجتمعية، وليس فقط أماكن للترفيه الموسمي.
كما يندرج هذا المشروع ضمن الاستراتيجية الأوسع للمسؤولية الاجتماعية والبيئية التي تعتمدها مجموعة طنجة المتوسط.
وبهذا، يُثبت شاطئ دالية أن الشواطئ المغربية قادرة على أن تكون بيئة نظيفة، ومجالا تعليميا، وموردا اقتصاديا، وفضاء شاملا للجميع.
Discussion about this post