تألق قيدوم الصحفيين الطنجاويين الكاتب الإعلامي محمد السدحي، في ليلة رمضانية، عندما حل ضيفا على مركز خدمات الشباب بني مكادة، ضمن سلسلة البرنامج الرمضاني الأسبوعي “ساعة مع لحباب” في موسمه السابع، وذلك أمس الجمعة 31 مارس 2023.
وكما العادة وكما في كل عام، تخبّئ بني مكادة فعالياتها الثقافية لتطلقها في ليالي رمضان. وهكذا، تزدهر الأمسيات لتطلق عنانها مجددا.. وكان باكورة ضيوفها هذا العام، ابن حاضرة بني مكادة وأحد روادها المثقفين.
وزاد شعلة اللقاء الثقافي حضور بهي لنخبة حاضرة بني مكادة، وقد كان مسير الأمسية الناشط الجمعوي محمد سعيد البقالي.
وقد وجد محمد السدحي في دفئ اللقاء مأدبة دسمة للبوح بحكايا من الزمن الماضي، حيث كانت الصحافة مؤثرة في حمأة الصراع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وكانت الكتابة الصحفية حينها وجدانا وشغفا قبل أن تكون مصدر رزق.
محمد السدحي الذي يكتنف في جوانيته أديبا قصصيا بارعا، فضلا عن كونها صحفيا مخضرما عاصر حقبتين سياسيتين مختلفتين، زمن البصري، وزمن العهد الجديد الذي تميز بالانفراج السياسي في عشريته الأولى، لازم التواضع وهو يتحدث عن مسيرته وكذلك هي شيم الكبار كالسنابل الملأى تنحني تواضعا.
ولأن القاعدة تقول حيث ما تكون المعاناة يكون الإبداع، فإن تجربة الكاتب الطنجاوي محمد السدحي لم تخرج عن هذا السياق ، إذ أن بروز نجم صحفي مؤثر في الشأن المحلي في تسعينات القرن الماضي، تزامن مع ظرفية زمنية اتسمت بالقمع السياسي والتضييق على الحركات التنويرية والجمعيات التربوية الجادة والنشيطة.
محمد السدحي عرج في حديث ذاكرته المهنية على مختلف المنعرجات التي تخطى مسالكها.
واستعرض السدحي في برنامج “ساعة مع الحباب” تجربة غنية سطر خلالها توقيعاته اللامعة في الشأن الرياضي، وقضايا السياسة والمجتمع، وتصدرت أعمدته افتتاحيات عدد من الجرائد الورقية في طنجة.
فضلا عن ذلك، شكل اللقاء فرصة لمحاورة الضيف والنبش في مساره الجمعوي والإعلامي، كما عرف اللقاء شهادات متنوعة إن دلت على شئ دلت على قيمة الكاتب والإعلامي محمد السدحي في الأوساط الثقافية والفكرية بالمدينة.