إيكو بريس – طنجة
يشن صيادون مجهولون بشكل متكرر في الآونة الأخيرة “غارات” ليلية، على مداشر قروية بإقليم فحص أنجرة، ويقترفون مجازر جماعية في حق الطيور والحيوانات البرية، دون أن تتحرك السلطات المحلية والأمنية في المنطقة لردع المخالفين المشتبه فيهم.
وأفاد شهود عيان من سكان جماعة تغرامت الحدودية مع مدينة سبتة المحتلة، أن أشخاص مسلحون ببنادق صيد يأتون إلى المنطقة ليلا، على متن سيارات رباعية الدفع، ثم يشنون غارات على الحيوانات البرية باستعمال رصاص بنادق الصيد، تنتهي في الغالب بمجازر جماعية في حق طيور نادرة وكائنات حيوانية برية، ثم ينصرفون لحال سبيلهم في سلام وكأنهم تحت الحماية.
وأضافت المصادر أن آخر غارة ليلية لعلع فيها رصاص بنادق الصيد، كانت نهاية الأسبوع الماضي، بكل من مدشر “عين الجير” و دوار “الحافة”، وقد كان الدخلاء يمتطون سيارة رباعية الدفع خضراء اللون، ذات ترقيم إسباني، ولم يتسنى لمصادرنا أن تؤكد ما إذا كان المشتبه فيهم مغاربة أم أجانب.
وينتاب سكان جماعة تغرامت والمداشر القروية المجاورة بإقليم فحص أنجرة، غضب عارم، بسبب لامبالاة السلطات الإقليمية أمام ظاهرة الصيد الغير القانوني، حيث يتسبب الصيد ليلا خلافا لكل مقتضيات قانون الصيد في استنزاف الطرائد البرية، وتهديد طيور الحجل والقمور والأرنب البري بالانقراض.
كما يستغرب السكان المحليون الذين تحدثوا إلى صحيفة “إيكو بريس” عن الجهات التي تضمن الحماية لمسلحين مجهولين لا يتورعون في الإغارة ليلا على سهول وفجاج ووديان المنطقة، ويطلقون الأعيرة النارية تحت جنح الظلام متسببين في ذعر وهلع للساكنة المحلية، خصوصا الأطفال وكبار السن.
ومن جهة أخرى، يتسائل المتضررون كيف للسلطات الإقليمية تسمح لحاملي أسلحة الصيد الهجوم أعلى أعشاش الطيور ليلا خلافا للقانون المنظم للصيد البري، حيث أن هذه الممارسات تقضي على تكاثر الحيوانات البرية، لكون هذه الفترة تتزاوج فيها الطيور وتتوالد، ويمنع فيها الصيد على الأشخاص الغير الحاملين للرخص المسلمة من وزارة الداخلية.
وأوضحت مصادرنا، أن الخروقات والتجاوزات الخطيرة المسكوت عنها من طرف السلطة المحلية والدرك في الإقليم، من ناحية، تهدد الثروة الحيوانية بالمنطقة بالانقراض، ومن ناحية أخرى، ستقضي على فرص الشغل التي توفرها مواسم الصيد لأبناء المنطقة، والذين يتحصلون على موارد مالية مهمة من نبلاء هواة الصيد الحاصلين على الرخص، والذين ينظمون رحلات الصيد خلال الفترات الزمنية المحددة من وزارة الفلاحة.
ووفق شهود عيان، فإن الدخلاء على المنطقة يستعملون خلال غاراتهم الليلية المصابيح اليدوية لإنارة الطريق وإضاءة أعشاش الطيور، حيث تسمر الحيوانات في مكانها عند مباغتتها ليلا تحت الأضواء، وخلال الأثناء ينفذ المهاجمون مجزرة جماعية في حقها باستعمال الذخائر الحية من بنادقهم.
ويطالب سكان المنطقة عامل إقليم فحص أنجرة السيد عبد الخالق المرزوقي بالتدخل لحماية ثروة المنطقة من الهجمات الليلية، والصيد الجائر خارج مواسم الصيد.