إيكوبريس عبد الرحيم بنعلي –
افتتحت السلطات المحلية تحت إشراف السيد باشا جماعة اكزناية، وقائد الملحقة الإدارية، ورئيس المجلس الجماعي محمد بولعايش، وعدد من نوابه، أمس الخميس 08 أبريل أطول نفق تحت أرضي داخل المجال الحضري في شمال المغرب، والذي انتهت الأشغال به وفق مواصفات دولية من الناحية الفنية والتقنية.
تتميز هذه المنشاة الفنية العالية المستوى والتي أنجزت في مدة قياسية لم تتعد 5 أشهر، بخمسة خصائص هامة للغاية؛ أولها أن هذا النفق يمتد تحت مدارين طرقيين يربطان مركز جماعة اكزناية بالمنطقة اللوجستيكة، والمنطقة الحرة، حيث أصبحت القناطر العلوية فوق النفق صلة الوصل بين جزئي جماعة اكزناية.
الخاصية الثانية، هو أن هذا المشروع غير الوجه البنيوي لهذه الوحدة الترابية، بحيث يرى متبعون أن جماعة اكزناية تشهد بعد هذه الأوراش التنموية انتقالا حقيقيا من مظاهر البداوة إلى مظاهر التمدن، بحيث أن الوضعية الحضرية لمجالها الترابي لم يعد فقط حبرا في الوثائق الإدارية وإنما حتى على مستوى البنيات التحتية.
أما النقطة المهمة الثالثة في هذا المشروع، والذي كلف إنجازه غلافا ماليا قدره 120مليون درهم، فهي تحقيق الامتداد الحضري ما بين مدينة طنجة ومدينة اكزناية حيث ستدخل العربات القادمة عبر الطريق السيار من محطة الأداء وصولا إلى عاصمة البوغاز، دون أن يشعر الزوار بأية تفاوتات مجالية ما بين الجماعتين المتجاورتين جغرافيا وترابيا كما كان في السابق.
الميزة الرابعة تتمثل في طاقته الاستيعابية، إذ تقدر إجمالي أعداد المركبات التي ستمر عبر البنية التحتية الطرقية الجديدة في اكزناية بشكل يومي، حسب المعطيات الواردة في بلاغ لوكالة تنمية وإنعاش أقاليم الشمال، بأكثر من 48 ألف عربة من مختلف الأحجام، وهو ما سيقلص حتما من المدة الزمنية ما بين نقط الانطلاق والوصول من جماعة اكزناية إلى مختلف الاتجاهات. و معطى “ربح الوقت” هنا يعد مرتكزا أساسيا لدى الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين المغاربة والأجانب، لأن ربح الوقت يعني إنتاجا أكبر وربحا أوفر.
أما الميزة الخامسة في هذا المشروع الذي يعد امتدادا للأوراش التنموية الكبرى التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أهمية قصوى، فيتمثل في تهيئة محيطه بمشاريع رياضية ترفيهية، ترى النور لأول مرة في تاريخ جماعة اكزناية فضلا عن إعادة تهيئة مؤسسة تعليمية عمومية ارتدت حلة جديدة لا شك أنه ستسر أطر هيئة التعليم والتلاميذ على نحو سواء.
تبقى الإشارة إلى أن ساكنة جماعة اكزناية خرجت بجموع غفيرة عشية يوم افتتاح مشروع النفق تحت أرضي والمرافق المحيطة به، وعبرت في تصريحات إعلامية عن ابتهاجها وسعادتها واستحسانها هذه المشاريع التنموية، وذلك بعد حرمان استمر لسنوات وسنوات، حيث أكدت تصريحات الفاعلين الجمعوين التي ستنشرها إيكوبريس لاحقا صوتا وصورة، على أن هذه المنجزات في ظرف أقل من عام، ما هي إلا مؤشر على نجاعة العمل الإداري الذي تقوم به السلطات المحلية في باشوية اكزناية، تحت إشراف السيد والي جهة طنجة تطوان الحسيمة.
وكانت جماعة اكزناية إلى غاية سنة 2020 في حالة كارثية على مستوى البنيات التحتية، لا تضاهي وضعيتها الاعتبارية ومكانتها ضمن النسيج الاقتصادي في عمالة طنجة أصيلة، ونظرا لحالة الجمود التنموي تدخلت وزارة الداخلية بقرارات مزلولة غيرت جذور البنية الحاكمة لسنوات مجلس جماعة اكزناية، قبل أن تفرز انتخابات ثامن شتنبر الماضي تركيبة سياسية من الوجوه الشابة تتميز بالكفاءة والرغبة في تغيير الوضع نحو الأفضل.