حريق سوق القرب بني مكادة.. كارثة تكشف غياب معايير السلامة!
بقلم: يحيى أعبود، مسؤول بشركة خاصة وطالب باحث مقيم بإسبانيا
استفاقت مدينة طنجة اليوم على فاجعة جديدة بعد اندلاع حريق مهول في سوق القرب بني مكادة، مخلفًا خسائر مادية جسيمة وسط حالة من الصدمة والذهول بين التجار والمواطنين.
وبينما لا تزال أسباب الحريق قيد التحقيق، تشير بعض المعطيات الأولية إلى احتمال وقوع تماس كهربائي داخل السوق، وهو ما يعيد إلى الواجهة قضية هشاشة البنية التحتية الكهربائية وغياب إجراءات السلامة في مثل هذه المرافق.
شبكة كهربائية عشوائية.. خطر يهدد الجميع!
من المشاهد المألوفة في العديد من الأسواق الشعبية، ومنها سوق القرب بني مكادة، انتشار الأسلاك الكهربائية العشوائية. حيث يعمد بعض التجار أو الباعة المتجولين إلى استخراج أسلاك الكهرباء من الشبكة الأصلية ومدها إلى عرباتهم أو محلاتهم المؤقتة دون مراعاة معايير السلامة. هذا السلوك لا يمثل فقط خرقًا قانونيًا، بل هو قنبلة موقوتة تهدد بأحداث مأساوية، كتلك التي وقعت اليوم.
ورغم التحذيرات المتكررة من مخاطر هذه التوصيلات العشوائية، إلا أن الواقع يُظهر عدم اكتراث العديد من التجار وحتى بعض المحلات التجارية التي تسمح بهذه الممارسات أو تغض الطرف عنها، مقابل غياب رقابة صارمة من الجهات المعنية.
هل كانت السوق مجهزة فعلاً بوسائل مكافحة الحرائق؟
سؤال يطرح نفسه بقوة: هل تضمنت خطة إنشاء سوق القرب بني مكادة نظامًا فعالًا لمكافحة الحرائق؟ عند إطلاق هذا المشروع، كان من المفترض أن يشمل تجهيزات السلامة الأساسية مثل طفايات الحريق، صنابير المياه الخاصة بالإطفاء، مخارج الطوارئ، وأنظمة إنذار مبكرة. لكن ما حدث اليوم يوضح أن السوق لم يكن مستعدًا لمثل هذه الكوارث، أو أن هذه التجهيزات إن وجدت، لم تكن كافية أو مفعلة بالشكل المطلوب.
ما حدث في سوق بني مكادة ليس مجرد حادث عرضي، بل إنذار خطير يستوجب تحقيقًا شفافًا ومحاسبة لكل الأطراف المسؤولة، سواء كانت الجهات التي لم توفر البنية التحتية اللازمة، أو التجار الذين يعبثون بشبكة الكهرباء دون مراعاة حياة الناس. فلا يمكن أن يبقى الأمر مجرد خبر عابر، بل يجب أن يكون دافعًا لتغيير جذري في التعامل مع معايير السلامة داخل الأسواق، قبل أن نشهد كارثة جديدة في مكان آخر.
ذات صلة:
تجار سوق بني مكادة مهددون بالتشرد بعد عجزهم عن سداد الديون
تأخر كبير في إصلاحات سوق بني مكادة يفاقم معاناة تجار أرض الدولة بطنجة
Discussion about this post