جماعة ملوسة تتهم “إيكوبريس” بنشر المغالطات بعد مقال “أزمة العطش”
توصلت صحيفة إيكوبريس ببيان صادر عن جماعة ملوسة التابعة ترابياً لعمالة فحص أنجرة، تتهم فيه المنبر بنشر “مغالطات وتأويلات بعيدة عن الواقع”، وذلك عقب المقال الذي تطرّق لأزمة العطش التي تعيشها عدد من المداشر التابعة للجماعة.
البيان، الذي نُشر أيضاً على الصفحة الرسمية للجماعة، تضمن معطيات تقول إن “وضعية الربط بالماء الصالح للشرب تم حلها نهائياً”، مشيراً إلى أن “المشكل الحالي يتحمله المواطن الذي لم يُقدِّم بعد طلبه القانوني للاستفادة من الربط”.
كما تضمّن البلاغ أرقاماً تؤكد – حسب الجماعة – السير العادي لعملية الربط بالماء الصالح للشرب، داعية إيكوبريس إلى “التحري والتأكد من المعطيات قبل النشر”.
149 ملفاً في الانتظار.. فأين الخلل؟
وحسب ما ورد في نفس البيان “التوضيحي”، فقد اعترفت الجماعة ضمنياً بأن عدد الملفات القانونية المودعة لدى الشركة الجهوية متعددة الخدمات بلغ 199 ملفاً، تمّت معالجة 40 ملفاً فقط إلى حدود اليوم ، أي أربعة اشهر على بلاغكم التبشيري
وهنا نسائل الجماعة ورئيسها المحترم:
هل كانت الصحيفة مخطئة حين قالت إن أزمة العطش ما زالت قائمة؟
إذن بلاغكم التوضيحي كان بمثابة رصاصة في قدم مطلقها بل حتى تعليقات المواطنين على صفحة الجماعة تتجه عكس ما ورد فيه
أسئلة مشروعة تنتظر الإجابة
أولاً: الإشكالات التقنية واللوجستيكية التي يعاني منها عدد من المنازل، خصوصاً تلك الواقعة بالمناطق المرتفعة، هل تم حلها فعلاً؟ وهل تطرّق البيان إلى تفاصيلها؟
ثانياً: البيان ألقى بالكرة في ملعب المواطنين بدعوى “تأخرهم في إيداع الملفات”، فهل تم على الأقل معالجة الملفات الموضوعة أصلاً لدى المصالح المختصة؟
ثالثا : اتفاقية مند 2013 و لحد الساعة لم يتم تزويد سوى 40 منزل ، هي معظلة تسائل جماعتكم عن مدى التزامها بوعودها الانتخابية قبل كل شيء
رابعا : بخصوص دواوير البرج وعزيب بولعيش ودار أحمران، التي وعدت الجماعة قبل أربعة أشهر بإضافة مضختين لتجاوز مشكل الانقطاع المتكرر للماء، هل تم فعلاً الوفاء بهذا الوعد؟ وما سبب التأخر في التنفيذ؟
مقالنا موجَّه للعامل وليس للجماعة
تجدر الإشارة إلى أن مقال إيكوبريس لم يتطرق نهائيا إلى المسؤولية التقصيرية لجماعة ملوسة، وإنما كان موجهاً في الأصل إلى عامل إقليم فحص أنجرة، باعتباره المسؤول الترابي الأول وممثل الحكومة، والرئيس التنفيذي للشركة الجهوية متعددة الخدمات في الإقليم.
فهل خرجت جماعة ملوسة لتدافع عن جهات أخرى نكنّ لها كامل الاحترام التقدير، و مقالات صحيفة إيكوبريس شاهدة على حجم التنويه الذي حضيت به هاته الجهات في سياقات أخرى كان النتائج ملموسة على أرض الواقع.
وتجدر الإشارة إلى أنه سبق لمنظمة تزعم أنها ذات أهداف “حقوقية” فرع إقليم فحص أنجرة، خرجت من جحرها لتهاجم صحيفة إيكو بريس، بعدما كتبت عن إخفاقات في تدبير قطاع النظافة وتعثرات تنموية في الإقليم أبرزها تأخر المستشفى الإقليمي، فهل يتحرج العامل المرزوقي من تقييم أداءه من الصحافة ووسائل الإعلام لهذا الحد ؟؟
كلمة أخيرة
إذا كان الخطأ السياسي وارد، فحتى الخطأ المهني في الصحافة وارد، هذا ان كان هنالك خطأ حول هاته المادة ، و فعلا الشمس لا يمكن تغطيتها بالغربال ، كما يقول المثل.
لذلك روح المسؤولية تقتضي التحلي بالشجاعة السياسية لمواجهة الإشكالات الميدانية بدل التبرير، انسجاماً مع التوجيهات الملكية الداعية إلى محاربة الفوارق المجالية وتحقيق العدالة الترابية، أولاً وقبل كل شيء.
Discussion about this post