توحيد لافتات المحلات بطنجة يثير تحفظات مهنية تجاه طريقة تنفيذ هذه الأوراش
في سياق الاستعدادات المكثفة التي تشهدها مدينة طنجة لاحتضان عدد من مباريات كأس أمم إفريقيا 2025.. أطلقت السلطات المحلية، الأسبوع الماضي، حملة ميدانية واسعة النطاق لتحرير الملك العمومي وتنظيم الفضاءات التجارية المحاذية لملعب طنجة الكبير.
حملات لتنظيم شرفات المحلات التجارية
وشملت هذه الحملة إزالة اللوحات الإشهارية العشوائية وتنظيم شرفات المحلات التجارية. وذلك بإشراف مباشر من قائد الملحقة الإدارية السابعة.
وتمت عمليات إزالة الإعلانات غير المرخصة من واجهات المباني السكنية والتجارية. إلى جانب التدخل لإعادة تنظيم الفضاءات المحيطة بالمركب الرياضي. وذلك بما يتماشى مع الجمالية الحضرية المطلوبة لاستقبال حدث رياضي قاري بهذا الحجم.
وأكدت السلطات المحلية حرصها على تفعيل القوانين المنظمة لاستغلال الملك العمومي. وذلك من خلال توجيه إنذارات لأصحاب المقاهي والمطاعم المخالفين، مع إلزامهم بإزالة الشرفات غير القانونية في أجل محدد.
ودعت السلطات أرباب المحلات التجارية إلى توحيد واجهاتهم التجارية بما ينسجم مع نوعية أنشطتهم. وذلك في إطار رؤية تروم تحسين المشهد العام للمدينة.
توحيد لافتات المحلات بطنجة يثير تحفظات مهنية تجاه طريقة تنفيذ هذه الأوراش
غير أن هذه الحملة، ورغم أهدافها المعلنة، أثارت ردود فعل متباينة في أوساط المهنيين والتجار، خاصة في ما يتعلق بمقاربة تدبير ملف توحيد اللوحات الإشهارية.
وفي هذا السياق، عبّر مصطفى بن عبد الغفور، عضو غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة والكاتب الجهوي للفضاء المغربي للمهنيين، عن تحفظه تجاه الطريقة التي تنفَّذ بها هذه الأوراش. وشدد على غياب إشراك فعلي للفاعلين المهنيين في بلورة وتنفيذ هذه الإجراءات.
وقال بن عبد الغفور في تصريح لـ”إيكو بريس”، إنه “لا شك أن التظاهرات الرياضية هي مناسبات وطنية تستوجب التعبئة الجماعية. غير أن الواقع يكشف أن المهنيين والساكنة لا يُشركون فعليا، بل يكتفون بملاحظة غبار الأشغال وآثارها المفاجئة دون حتى إخبار مُسبق”.
وأضاف المتحدث أن العديد من التجار يُفاجَؤون صباحا بأشغال الهدم والردم أمام محلاتهم. وهو ما يضطرهم لإغلاقها مؤقتا، في غياب تام لأي تنسيق أو تواصل مع الهيئات المهنية أو ممثليهم داخل الغرف المنتخبة. وذلك رغم أن هذه الفئات تعتبر شريكة أساسية في التنمية المحلية.
قرار قديم يتجدد مع كل تظاهرات كبرى
وفي ما يخص القرار المتعلق بتوحيد ألوان الواجهات التجارية، وصفه بن عبد الغفور بكونه قرارا قديما يتجدد كلما استعد المغرب لتنظيم تظاهرات كبرى. وذلك دون أن يُصاحبه نقاش مجتمعي أو تصور واضح حول الهوية البصرية للمدينة.
وأوضح المهني أن “وحدة اللون يجب أن تسبقها وحدة الرؤية، وأن تراعي الجوانب الحضارية والتاريخية والجمالية للمدينة.. عوض اتخاذ قرارات موسمية ذات طابع ظرفي قد تفتقد للاستدامة”.
وفيما يخص إزالة اللوحات الإشهارية، أشار المتحدث إلى أن عددا كبيرا من المحلات تتوفر بالفعل على تراخيص قانونية وتؤدي الرسوم الجبائية. إلا أن لجانا مختلطة، تحت مسمى الشرطة الإدارية، تقوم بإزالة اللوحات دون إشعار مسبق.
وهو ما يخلق حالة من الاستياء في صفوف المهنيين الذين “يكتشفون الأخبار من مواقع التواصل الاجتماعي بدلا من التوصل بها من الجهات الرسمية”، حسب تعبيره.
واختتم بن عبد الغفور تصريحه بالتأكيد على ضرورة الانتقال من المقاربة الانفرادية إلى مقاربة تشاركية، تراعي مساهمة المهنيين في النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمدينة. ودعا إلى اعتماد آليات حوار حقيقية وشفافة تضمن الانخراط الفعلي لجميع الفاعلين في ورش الإصلاحات الجارية.
ذات صلة:
جدل واسع بين المهنيين بطنجة حول ألوان الواجهات الإشهارية الجديدة
حملة أمنية واسعة بطنجة لتنظيم واجهات المحلات قبيل احتضان مباريات “كان 2025”
Discussion about this post