إيكو بريس زكرياء بنعلي –
بلغت أزمة الجفاف مرحلة متقدمة تنذر بوضع معيشي حرج للمواطنين القرويين في دواوير إقليم تاونات، بينما لا أثر لبرامج السياسات الحكومية حول تداعيات الاحتباس المائي التي يتحدث عنها المسؤولون في نشرات التلفزة.
ففي جولة قامت بها صحيفة إيكو بريس الإلكترونية إلى إقليم تاونات، استمعت فيها إلى مواطنين من جماعة أولاد صالح، الرتبة، ودكة، بدائرة غفساي، تحدثوا عن شبح العطش يخيم على دواوير المنطقة خلال الأيام المقبلة، في مقابل تجاهل تام من المسؤولين الإقليميين.
وقال سكان الدواوير القروية إن أزمة المياه صارت مضاعفة بسبب نقص مخزون مياه سد الوحدة المجاور، الذي انخفض إلى أقل من 45 بالمائة من نسبة الملأ، حيث بدأت اليابسة تطفو على ضفاف السد، فيما نضبت المياه الجوفية في الآبار والعيون بشكل شبه كامل.
ورغم أن الخطط الحكومية والسياسات العمومية لمجلس جهة فاس مكناس، فإن الحالة هي نفسها تتكرر كل سنة ما بعد فصل الصيف خصوصا، حيث يخيم شبح العطش محاضرات ساكنة إقليم تاونات، والدواوير التابعة لها، التي مازالت تعاني الويلات إلى حدود اليوم، بخصوص ندرة المياه.
وأكد السكان أن وضعية المياه تتدهور عاما بعد آخر، وأن الوضع وصل مستوى كارثيا هذه السنة، في ظل تأخر التساقطات المطرية، كما أن غالبية سكان الدواوير الجبلية اضطرت إلى أن تبيع ماشيتها لكي تحتفظ لنفسها بمياه الشرب.
إن مناطق تاونات لا تعاني من ندرة المياه، نظرا لكون السدود الكبرى محاذية للمنطقة، لكنها تعاني من التوزيع غير العادل للثروات المائية، بحيث تذهب الحصة العُظمى إلى المدن الكبرى المجاورة، بينما تبقى عشرات الدواوير في الجبال عاجزة عن الحصول على الحدّ المقبُول من المياه.
في المقابل، يقول ناشطون جمعيون إن سياسة الدولة في مجال تدبير المياه لضمان استدامة هذه الثّروة ووصولها إلى كافة المواطنين، مازالت قاصرة ولم تترجم على أرض الواقع لاحتواء المشكل أو التخفيف من آثارها التي اشتدت وطأتها على المواطنين عندما بدأ شبح الجفاف يهدد حياتهم وحياة أبنائهم.
تجدر الإشارة أن إقليم تاونات يقع وسط منابع مياه لا تنتهي مع لمح البصر، حيث تحده غربا بحيرة سد الوحدة، وشرقا بحيرة سد ادريس الاول، وشمالا بحيرات سد اسفالو وبوهودة والساهلة، دون الحديث عن البحيرات التلية.