كشفت مصادر مسؤولة عن معطيات جديدة بخصوص تفاصيل ما جرى ليلة الأربعاء الخميس، في أحد أكثر المناطق الساخنة بالميناء المتوسطي، ويتعلق الأمر بمنطقة “سكانير” التي شهدت حركة غاضبة من سائقي شاحنات السلع والبضائع الموجهة للتصدير نحو الدول الأوروبية.
وبددت المصادر المسؤولة التي تحدثت إليها صحيفة إيكوبريس الإلكترونية، صباح اليوم الخميس، جزءا كبيرا من مساحة اللبس والغموض في احتجاجات السائقين الذين ارتدوا السترات الصفراء والبرتقالية وتجمعوا عند إحدى نقط التماس داخل الميناء، معبرين عن قلقهم مما يصفونه أو يعتقدون أنه “بطئ الإجراءات” في أعتاب جهاز سكانير.
وأكدت المصادر المسؤولة أن مصالح الجمارك يجب أن تقوم باتباع التدابير العملياتية المُعتادة في هذه النقطة الحساسة من مراحل عبور ناقلات البضائع، بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى قد تقلق أرباب شركات النقل الدولي للسلع.
الوقائع مدعومة بالأرقام
بخصوص حصيلة عمل يوم البارحة، فقد أكدت مصادر صحيفة “إيكو بريس” الإلكترونية، أنه بالفعل هناك شاحنات تجر مقطورات تبريد محملة بالسمك المجمد، متواجدة في طابور الانتظار منذ يوم الأحد الماضي، لكن تأخر معالجتها مرتبط بمعطيات تقنية وأسباب موضوعية خارج المسؤولية الذاتية لإدارة الجمارك.
وتابعت المصادر ذاتها، بأن الشاحنات التي تحمل بضاعة السمك المجمد تستغرق عملية معالجتها حوالي ساعة من الزمن، نظرا لصعوبة عملية المسح الضوئي عبر جهاز الفحص بالأشعة، ونظرا لوجود عدد محدود من ثلاجات التبريد التي يمكن تفريغ حمولة الشاحنات فيها قصد تفتيشها يدويا.
وزادت المصادر نفسها، أن مصالح الجمارك تشتغل في ظروف تسعى من خلالها على الحفاظ على بضاعة الناقلين وتجنب تعرضها للإتلاف، وفي نفس الوقت تنجز عملية المسح الضوئي للشاحنة والتحقق من طبيعة الشحنة ومحتوى الحمولة.
وأكثر من كل هذا، ثمة معطيات تقنية مرتبطة أساسا بتطابق معدل درجة تجمد البضاعة مع القدرات التقنية لجهاز سكانير في قراءة ومعالجة وضبط حمولة الشاحنة، مُبرزا أن جزءا من مدة الوقت المستغرق في العملية مُرتبط أساسا بانتظار وصول الدرجة المئوية الملائمة لعملية المسح بالأشعة.
وأضافت المصادر أن عناصر الجمارك العاملة في مصلحة جهاز سكانير قاموا بإعادة فحص أزيد من 90 شاحنة ومقطورة بعد عملية “ديبوطاج”، مع ما يعنيه ذلك من جهد مضاعف وعمل تحت الضغط، وذلك ضمن الاجراءات الاحترازية المعمول بها في مكافحة تهريب الممنوعات.
50 شاحنة فارغة أيضا في الانتظار
من جانب آخر، كشفت المصادر التي تحدثت لصحيفة “إيكو بريس” الإلكترونية، أنه خلال نفس الفترة الزمنية أي من يوم الأحد إلى أمس الأربعاء، كانت هناك نحو 50 شاحنة فارغة إلى جانب أزيد من 100 شاحنة تبريد محملة بالسمك المجمد.
واستنادا إلى توضيحات المصادر المسؤولة بإدارة الجمارك، فإن بعضا من السائقين المدفوعين للاحتجاج من طرف شركات النقل التي يشتغلون لصالحها، كانوا مرتبطين بشاحنات فارغة متوجهة إلى أوروبا لشحن بضاعة موجهة للاستيراد.
وأضافت المصادر نفسها، أن بعضا من أرباب الشركات يحاولون فرض الأمر الواقع وتفادي مسار العبور مرورا بمنطقة التفتيش الآلي واليدوي إذا تطلب الأمر ذلك، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمقطورات أجريت عليها تغييرات في هياكلها ومكوناتها، وهو ما يعزز الشكوك في احتمال أن تكون تجاويفها محملة بأشياء معدة للتهريب.
إقرأ أيضا :
ميناء طنجة المتوسط يحافظ على صدارته الإفريقية ويحرز مراتب متقدمة عالميا
Discussion about this post