تصنيف عالمي يضع طنجة ضمن المدن الأقل كلفة للعيش.. والواقع اليومي يكشف تحديات متعددة
أظهرت مؤشرات تصنيف عالمي حديث تموقع مدينة طنجة في مرتبة متقدمة من حيث انخفاض كلفة المعيشة مقارنة بعدد من الحواضر الكبرى داخل المغرب وخارجه. وهو ما يعكس خصوصية اقتصادية واجتماعية تميز المدينة خلال سنة 2025.
تصنيف عالمي يضع طنجة ضمن المدن الأقل كلفة للعيش.. والواقع اليومي يكشف تحديات متعددة
وحسب بيانات منصة “نومبيو” الدولية المتخصصة في تتبع مؤشرات جودة العيش وتكاليف الحياة، فقد حصلت طنجة على نقطة إجمالية بلغت 32.9 في مؤشر تكلفة المعيشة. وهو تصنيف يضعها ضمن فئة المدن ذات الكلفة “المنخفضة جداً”.
ورغم هذه المرتبة المتقدمة على الورق، فإن شريحة واسعة من ساكنة طنجة لا تجد في هذه الأرقام ما يعكس بدقة واقعها اليومي. وذلك في ظل تفاوت الأجور وارتفاع مصاريف السكن والخدمات في عدد من الأحياء. وهو ما يجعل الضغط المعيشي حاضرا بقوة في أنماط الاستهلاك والإنفاق لدى الكثير من الأسر.
وتُظهر المعطيات التفصيلية لمنصة “نومبيو” أن متوسط النفقات الشهرية لفرد واحد دون احتساب الكراء يناهز 5280 درهما. بينما تُقدّر الكلفة الشهرية لأسرة مكونة من أربعة أفراد بحوالي 18350 درهما.
وهي أرقام تظل أقل مقارنة مع مدن مثل الدار البيضاء أو الرباط. لكنها – بحسب عدد من المتتبعين – لا تعكس بشكل دقيق تقلبات الأسعار اليومية، خاصة على مستوى المواد الغذائية والخدمات.
فعلى سبيل المثال، يتراوح سعر الخبز في طنجة ما بين 6 و8 دراهم، ويصل ثمن لتر الحليب إلى حوالي 9 دراهم.. بينما يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج ما بين 55 و65 درهما. وهي أسعار تعتبر “معقولة نسبياً” بالنسبة للفئات المتوسطة، لكنها تشكل عبئا حقيقيا على ذوي الدخل المحدود.
تكلفة أقل من مدن أخرى
وبالمقارنة مع العاصمة الاقتصادية، تشير بيانات “نومبيو” إلى أن الكلفة الإجمالية للمعيشة مرفوقة بمصاريف الكراء تظل أقل في طنجة بنسبة تناهز 12 في المئة. وهو ما يعزز صورتها كوجهة “منخفضة التكلفة” نسبيا. دون أن يلغي ذلك الإكراهات المتواصلة المرتبطة بغلاء العقار وارتفاع الطلب على السكن داخل المجال الحضري.
وفي المقابل، تسجل طنجة مؤشرات إيجابية في مجالات أخرى، لاسيما مناخها المعتدل. حيث بلغ مؤشر الراحة المناخية 98.4 نقطة. مصنفا ضمن الفئة “المرتفعة جدا”. كما يُسجل الضغط المروري مستويات “متوسطة” مقارنة مع مدن كبرى.
ويعكس هذا التموقع المتفاوت بين المؤشرات واقع مدينة تختزن إمكانيات نوعية على مستوى جودة الحياة. لكنها تظل في الوقت ذاته أمام تحديات اجتماعية واقتصادية متداخلة، لا تختزلها الأرقام فقط، بل تُجسدها يوميات ساكنة تعيش بين أمل الازدهار ووطأة المصاريف.
Discussion about this post