بناء ملعب تنس بادل فوق مدرسة بطنجة يثير الجدل
تشهد قطعة أرضية كانت تابعة لمدرسة 9 أبريل في منطقة عشابة بحي ادرادب في مدينة طنجة، أشغال مريبة جدا، من دون لوحة تقنية تعريفية بالمشروع، ولا صاحب المشروع، ولا الجهة المستفيدة من المشروع.
وتجري هذه الأشغال التي ابتدأت منذ عدة أشهر في البداية بتهيئة قنوات الصرف الصحي ومياه الأمطار من لدن مصالح شركة أمانور، في ظروف مُريبة، ولا يبدو أن أصحابها مستعجلين من أمرهم، إذ يلعبون على عامل الزمن مع مرور الوقت إلى غاية الوصول إلى مُبتغاهم.
ورغم حجم الاستثمارات في هذه الأشغال، الغير بعيدة عن مقر الدائرة الحضرية طنجة المدينة، إلا أنها تتم بطريقة تثير الكثير من اللغط، بسبب عدم إعلان أي لوحة تعريفية بالمشروع، ودون مشاركة المعلومة مع الرأي العام المحلي بخصوص هاته الصفقة، وهل احترمت قانون الصفقات العمومية ؟
وبعد التحريات التي أجرتها صحيفة إيكو بريس الإلكترونية حول طبيعة المشروع، ونوعية الأشغال العامة المفتوحة به، توصلت بمجموعة من الأقاويل والكلام الذي يبعث على علامات استفهام كبيرة، ويستدعي فتح تحقيق من لدن مصالح المفتشية العامة لوزارة الداخلية.
لكن الرواية التي تقاطع معها عدد من المصادر، هي تلك التي قال أصحابها أن الأشغال تتعلق بتهيئة ملعبي تنس صنف “بادل”، وهو رياضة تنس شعبية قواعدها مختلفة عن قواعد كرة المضرب المعروفة، حيث تتميز مزاولتها بفوضى وهرج، عكس لعبة التنس الأنيقة والهادئة.
لكن ليست هذه هي المعضلة الأخلاقية، علما أن الساكنة المجاورة بدأت ترفع صوتها مُستنكرة تنفيذ هذه الأشغال دون تشاور مع الجيران، وكأن حقوق الساكنة من رعايا جلالة الملك لا قيمة لها.
ذلك أن الإشكالية بحسب مصادر صحيفة إيكو بريس الإلكترونية، هي “الشخصيات” أو “الجمعيات الرياضية” التي ستستفيد من “هوتة” الريع على طبق من ذهب، لأن لديهم معارف و لديهم هواتف لديها كالة.
ونظرا لما يروج من كلام حول طريقة تمرير ملاعب تنس بادل التي تتواصل بها الأشغال دون لوحة تعريفية بالمشروع، وطبيعة الصفقة، فقد تصاعدت أصوات مُستنكرة تفويت “ثروات” مدينة طنجة إلى “غرباء” يأخذون الغنائم من مدينة طنجة، ولا يقدمون لها أي منفعة في المقابل.
وتساءلت مصادرنا، لماذا لا يتم تفويت هذه المرافق إلى ائتلاف جمعوي أو شبكة جمعيات ذات طابع اجتماعي أو جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة، أو شباب حاملي مشاريع يححقون مورد مدر للدخل، عوض الاستمرار في سياسة إقصاء أبناء الشعب على حساب فئة محظوظة، تريد السيطرة على الامتيازات وحدها دون غيرها.
وقالت مصادرنا أن كل ملعب تنس بادل، الذي يتم كراؤه بـ 400 درهم للساعة يمكن أن يحقق 4800 درهم عن كل 12 ساعة، أي ما يعادل 9800 درهم في المجموع في اليوم، وفي الشهر قد يصل المدخول الإجمالي 28 مليون سنتيم، فهل جمعيات مدينة طنجة لا تستحق الاستفادة من مشاريعها التنموية عوض الاستمرار في سياسة الريع والاحتكار؟؟
Discussion about this post