اليأس والإحباط يدفع مزيدا من القاصرين المغاربة إلى الهجرة نحو إسبانيا
شهدت مدينة الفنيدق، صباح اليوم السبت، حادثا خطيرا كاد أن يتحول إلى فاجعة إنسانية لولا التدخل السريع لعناصر البحرية الملكية المغربية والحرس المدني الإسباني، الذين تمكنوا من إنقاذ عشرات الشباب والقاصرين بعدما حاولوا السباحة نحو سواحل مدينة سبتة المحتلة، متحدّين أمواجا عاتية وظروفا بحرية خطيرة.
وأفادت مصادر محلية أن أزيد من 160 شخصا، بينهم 30 شابا جزائريا وعشرات الأطفال القاصرين، تم توقيفهم بعد تدخل أمني واسع بالمنطقة. حيث جرى نقل العديد منهم إلى مركز الإيواء بمدينة مرتيل، في انتظار اتخاذ الإجراءات المعمول بها.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فقد انطلقت هذه المحاولة الجماعية من ليلة أمس، حيث ظل المئات مرابطين بمحاذاة الشريط الساحلي الفاصل بين الفنيدق وسبتة، في ظروف مناخية جد خطيرة، تزامنت مع رفع الراية السوداء على طول الشاطئ بسبب ارتفاع الأمواج، وهو ما جعل المغامرة بمثابة مخاطرة قاتلة.
وفي الجانب الآخر من الحدود، أكدت مصادر من مدينة سبتة أن حوالي 500 مهاجر تمكنوا خلال الأسبوع الجاري من الوصول إلى الشاطئ الإسباني، فيما تواصل السلطات هناك، بالتنسيق مع نظيرتها المغربية، عمليات تسليم الموقوفين باستثناء القاصرين، الذين يُستثنون من هذا الإجراء وفقا للاتفاقيات الثنائية المعتمدة.
وقد أثار الحادث موجة من الحزن والقلق في أوساط الرأي العام، الذي عبر عن أسفه الشديد لتحوّل سواحل الشمال إلى مسرح لمحاولات الهجرة غير النظامية التي يُقدِم عليها شبان وأطفال بدافع اليأس وانسداد الأفق، متمنين أن تجد هذه المآسي طريقها نحو حلول عادلة ومُستدامة تحفظ كرامة الشباب وتمنحهم فرص حياة آمنة وكريمة داخل وطنهم.
وتعيد هذه الأحداث المأساوية تسليط الضوء على الوضعية الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها مناطق الشمال، والتي تُعد أحد أبرز دوافع ظاهرة “الهجرة سباحة”، وسط مطالب بضرورة تفعيل برامج تنموية حقيقية، تدمج الشباب وتفتح أمامهم آفاقًا واقعية لحياة أفضل.
Discussion about this post