الناظور والداخلة ميناءان عملاقان يجعلان المغرب واجهة للعالم ويخلقان 270 ألف
الناظور والداخلة ميناءان عملاقان يجعلان المغرب واجهة للعالم ويخلقان 270 ألف
إيكوبريس من طنجة-
بلور المغرب في السنوات القليلة الماضية سياسة الاقتصاد الأزرق التي تقوم على الانتفاع من موارده البحرية.
فاتخذ المواني قطب الرحى في التنمية الاقتصادية، مؤمنا إيمانا شديدا بتشكيلها استثمارا جيو استراتيجيا ضخما.
وكذلك استحضر أدوارها الطلائعية في تعزيز الاستثمارات الوطنية والمحلية، وجذب الاستثمارات الأجنبية وتحفيزها وتوطينها في البلاد.
الناظور والداخلة على خطى طنجة
استطاع ميناء طنجة المتوسطي في أقل من عقدين على ولوجه الخدمة أن يفرض نفسه ممرا بارزا من بين الممرات التجارية البحرية العالمية.
ويتموقع اليوم بين الأربعة الكبار في نشاط الحاويات على الصعيد الدولي، حسب إحصاءات السنة الفارطة.
وبلغة الأرقام، يتوقع مسؤولو ميناء طنجة أن يستقبل أكثر من 9 مليون حاوية نهاية العام الجاري.
محطما الرقم القياسي الذي سجله السنة الماضية.
فقد احتضن 8 مليون و617 ألف حاوية، كما يرجح المسؤولون أن تتخطى إيراداته مليار دولار.
وانتفع أشد الانتفاع بارتباطه بنحو 180 ميناءً على المستوى الدولي، وعقده شراكات مع كبار ملاك السفن، وكبرى الشركات العالمية في تدبير المواني.
وبعدما حقق الميناء المتوسطي بعروس الشمال نجاحا باهرا يشير إليه المحللون وذوو الاختصاص بأصابع الإطراء والثناء لم يكلف المغرب بذلك.
وإنما ازداد نهمه في الانفتاح على سواحله واستثمار ثروته الزرقاء واستغلالها أحسن استغلال.
وهكذا ربط العزم على تعزيز شبكة المواني التجارية بالساحلين المتوسطي والأطلسي في الآن نفسه.
وإن الاختيار وقع على إقامة مينائين عملاقين جديدين من شأنهما أن يشكلا قبلة للتجارة والصناعة البحريتين وأن يخلقا ربع مليون فرصة شغل:
– أولهما: بمدينة الناظور، الواقعة غرب البحر الأبيض المتوسط
– ثانيهما: بمدينة الداخلة التي تحدها مياه المحيط الأطلسي شرقا وغربا وجنوبا.
سيطرة مغربية على غرب المتوسط
يقع ميناء الناظور في الجهة الغربية من البحر الأبيض المتوسط على بعد حوالي 300 كيلومتر غرب مضيق جبل طارق.
ويشغل مساحة 1000 هتكار بتكلفة مالية تقدر 10 ملايير درهم ومن المنتظر ان يوفر 90 ألف منصب شغل.
ويدخل اليوم مرحلة وضع اللمسات الأخيرة، قبل أن يُشرع فضاءه الرحب للسفن التجارية العملاقة انطلاقا من عام 2025 منهيا 9 سنوات كاملة من أشغال إنجازه.
ويشتمل ميناء الناظور غرب المتوسط على محطة حاويات تستوعب ما يعادل 3 ملايين حاوية، في أفق اتساعها لنحو 5 ملايين.
كما يختص بشحن حركة البضائع العالمية نحو الأسواق الأوروبية، وتأمين إمداد المغرب بمنتجات الطاقة من طريق تخزين الغاز والبترول وإعادة تصديرهما.
ذلك أن له القدرة على استيعاب 25 مليون طن من المحروقات، و7 ملايين طن من الفحم، فضلا عن 3 ملايين طن من البضائع الأخرى.
وتصب أغلب الدراسات في تحريك الميناء الجديد عجلة التنمية في الجهة الشرقية للمغرب، وبَسْطِه سيطرة البلاد على النشاط التجاري البحري بمنطقة غرب المتوسط.
وتستدل بقدرته على سحب البساط من ميناءي الجزيرة الخضراء وفالنسيا الإسبانيين، وتشديد الخناق على ميناء مليلية المحتلة.
إلى جانب استطاعته توجيه ضربة قاصمة لميناء وهران الجزائري الذي فشل فشلا ذريعا في منافسة ميناء طنجة.
كما ترتفع أسهم هذا الميناء القائم على موقع استراتيجي مهم، لأن يكون ملاذا للسفن العالمية التي تعاني اليوم صعوبة في المرور.
والحديث هنا عن مواني البحر الأبيض المتوسط والقارة الآسيوية التي تشهد اختناقا كثيفا.
والكل يعلم علاقة ذلك باضطرابات البحر الأحمر وقد تحول على حين غرة بؤرة للصراع، غداة دعم الحوثيين غزة في حرب 7 أكتوبر المتواصلة حتى الآن.
قناة أطلسية تربط إفريقيا بالعالم
على مبعدة 40 كيلومترا من شمال مدينة الداخلة لا تزال الأشغال على قدم وساق في ورش إقامة ميناء الداخلة الأطلسي، الذي تبلغ تكلفته الإجمالية زهاء 12.6 مليار درهم.
ويحتوي على منطقة مينائية مساحتها 650 هكتارا، وأخرى صناعية اقتصادية محاذية لها تقوم على مساحة 1000 هكتار.
ثم إن التقارير تشير إلى خلق الميناء مناصب شغل عديدة تفوق 180 ألف منصب.
ويتضمن ميناء الداخلة إنشاء 3 أحواض وقنطرة للربط البحري.
ويتعلق الحوض الأول بأرصفة للصيد البحري وتغطي مساحة 1665 مترا بعمق 12 مترا.
ويقترن الحوض الثاني بأرصفة للتجارة وتنتشر على طول 675 مترا بعمق 16 مترا.
ويتصل الحوض الثالث بأرصفة إصلاح السفن ويبلغ طولها 140 مترا، في حين تحتل القنطرة البحرية مساحة 1300 متر.
ويحمل مشروع الميناء الأطلسي على عاتقه تثبيت دعائم التنمية في المنطقة الجنوبية عموما.
دون أن ينسى نصيب مدينة الداخلة تحققا بتصييره إياها قطبا اقتصاديا يولد فرص الشغل لساكنتها.
كما لا يُغْفِل في ضوء نشاطه التجاري توثيق علاقة المملكة المغربية بالعمق الإفريقي، وانفتاحها على دول أخرى في القارتين الأمريكيتين.
بل أكثر من ذلك استقطابها السفن القادمة من القارة الآسيوية حتى، من الصين على وجه التحديد.
ومن هنا، يضع هذا الورش الضخم المغرب ودول الساحل الإفريقي في قلب العالم عبر منفذ بحري استراتيجي.
على أمل أن يمسي بمرور الوقت نقطة وصل القارة السمراء بأوروبا والأمريكيتن والشرق الأوسط وآسيا.
Discussion about this post