إيكوبريس عبد الرحيم بلشقار –
يبدو أن أيام الهدنة التي استطابها محمد الشرقاوي رئيس مجلس مقاطعة طنجة المدينة، خلال المائة يوم الأولى من التسيير، قد استوفت وقتها الكافي في نظر فريق المعارضة، وحان دور حساب ومسائلة الفريق الأغلبية المدبر الشأن المحلي بالمدينة.
فقد أخفق محمد الشرقاوي في الحفاظ على انسجام المجلس منذ الفترة الأولى من الولاة الانتدابية، حيث استكمل دورة يناير التي انعقدت صباح اليوم الخميس دون فريق التجمع الوطني للأحرار الذي قرر الانسحاب من القاعة فور انطلاق أشغالها، بدعوى أن الفضاء غير ملائم للشروط الوقائية من انتقال عدوى وباء كورونا.
وبعض النظر عن هذا المبرر الذي ركب عليها “المستشارون الأحرار” والذي يدخل في سياق المناكفات السياسية، أي حين يراد البحث عن مشجب لتبرير موقف ما، وهذا حقهم السياسي على كل حال، فإن السخونة التي يسير بها مجلس مقاطعة المدينة تنذر باشتعال حرائق سياسية قد تحتاج لأطراف ديبلوماسية رفيعة لإطفاء نارها.
وإذا كان الرئيس محمد الشرقاوي غير قادر حتى على ضبط تركيبة مجلس المقاطعة لماذا كان يهرول مترشحا لمنصب يحتاج قياسا سياسيا من وزن الريشة حتى لا يميل بكفة الأغلبية على حساب كفة المعارضة والتي تعد مكونا سياسيا في نسق التشريع المغربي وطنيا ومحليا، لما تلعبه من أدوار دستورية تتمثل أساسا في تكريس مبدأ التوازن والتعددية.
أما بخصوص مبرر التجمعيين بأن عقد دورة المجلس في مقر مقاطعة المدينة، فهو أبدا ليس تهريبا للنقاش من الرأي العام المحلي، بل على العكس من ذلك في نظرنا هو تقريب المجلس من سكان مختلف أحياء مقاطعة المدينة.
وفيما يلي نص بلاغ التجمع الوطني الأحرار كما توصلت به جريدة إيكوبريس الإلكترونية:
على إثر إصرار مكتب مجلس مقاطعة طنجة المدينة على عقد دورة يناير، صباح يومه الخميس، بمقر المقاطعة، في سياق وطني مطبوع بالارتفاع المهول لعدد الاصابات بوباء كورونا.
وامام افتقاد الفضاء المعد لاحتضان اشغال الدورة الى ابسط الشروط الوقائية، وعلى الرغم من التوصية التي قدمها فريق حزب التجمع الوطني للاحرار بضرورة تاجيل الدورة، ونقلها إلى فضاء مؤهل لاحتضان اجتماع في افضل الشروط.
ومن منطلق حرص فريق الحزب على التقيد بالتدابير الوقائية المعلن عنها من طرف السلطة العمومية، فقد وجد نفسه مضطرا للانسحاب من اشغال الدورة.
إن فريق التجمع الوطني للاحرار إذ يعبر عن اسفه على عدم تقدير مكتب المجلس لخطورة الوضع الوبائي، فإنه يود التاكيد على ما يلي:
اولا: يستنكر غياب الإحساس بالمسؤولية لدى مكتب مجلس مقاطعة طنجة المدينة، وتعامله باستهتار كبير مع تدهور الحالة الوبائية ببلادنا، ما يساهم في التبخيس من الجهود العظيمة التي تبذلها بلادنا لمواجهة هذا الوباء، في وقت كان الاجدر منه ان يكون قدوة في التقيد بالتدابير الوقائية..
ثانيا: يعلن عن استغرابه من اختيار مكتب صغير لاحتضان اشغال دورة المجلس، في وقت جرت العادة عقد الجلسات بقصر البلدية، ويعتبر هذا القرار تهريبا لشؤون المقاطعة عن الراي العام، وحرمانا ممنهجا للمواطنين من متابعة اداء ممثلي الساكنة.
ثالثا: يجدد تأكيده على الدفاع عن مصالح ساكنة المدينة، والترافع عن قضاياها من موقع المعارضة، التزاما بالتعاقد الذي يجمع الحزب بالساكنة، التي بوأته صدارة نتائج انتخابات 8 شتنبر.