يثير ارتفاع أسعار الألياف البصرية في المغرب جدلا واسعا ويرفع مطالب بتخفيضها. ويشتد ذلك خاصة مع ضرورة استعمالات الإنترنت في عدد من مجالات الحياة اليومية والعملية.
ويطرح ذلك إشكالية حقيقية نظرًا للأهمية المتزايدة للإنترنت عالي السرعة في مختلف المجالات، مثل التعليم والعمل والخدمات الرقمية والتجارة الإلكترونية. وقد يحد استمرار ارتفاع أسعار FTTH في المغرب من تطور الاقتصاد الرقمي ويعيق جهود التحول الرقمي في البلاد.
أسعار مرتفعة مقارنة بالدول المجاورة
ورغم التوجه الحكومي نحو التحول الرقمي وتعزيز الولوج إلى الإنترنت عالي السرعة، لا تزال أسعار خدمات الألياف البصرية (FTTH) في المغرب مرتفعة بشكل غير مبرر. وذلك مقارنة بالدول المجاورة.
وقد أظهرت معطيات حديثة أن المواطنين المغاربة يدفعون أكثر من 500 درهم مقابل سرعات أقل. بينما يحصل المستهلكون في البرتغال وإسبانيا والجزائر على عروض أكثر تنافسية بأسعار تقل عن 300 درهم.
ويطرح هذا التباين تساؤلات حول أسباب هذا التفاوت الكبير ومدى تأثيره على انتشار الإنترنت عالي السرعة في المملكة.
غياب المنافسة يعمّق الفجوة الرقمية
ويعود هذا الارتفاع في الأسعار، وفقًا للمراقبين، إلى غياب المنافسة الحقيقية بين شركات الاتصالات الثلاث (اتصالات المغرب، أورنج، إنوي). فهذه الشركات تعتمد تسعيرات متقاربة، وهو ما يتعارض مع مبادئ حرية السوق ويؤدي إلى تقييد خيارات المستهلكين.
كما أن غياب عروض مرنة تستهدف مختلف الفئات الاجتماعية يعمق الفجوة الرقمية. وخاصة أن العديد من المناطق لا تزال تعاني من ضعف التغطية بالألياف البصرية. وذلك بسبب ارتفاع التكاليف وغياب تحفيزات استثمارية حقيقية تساهم في نشر الخدمة على نطاق أوسع.
دعوات لتخفيض الأسعار وتعزيز المنافسة
وأمام هذه الوضعية، تتزايد الدعوات إلى إصلاحات جذرية تشمل خفض الأسعار لتصبح أكثر تناسبا مع القدرة الشرائية للمواطنين.
وتتضمن عدد من المقترحات أن تبدأ العروض من 150 درهما مقابل 50 ميغا، وتصل إلى 550 درهما لسرعة 1 جيغا. وذلك بما يضمن توفير خدمات الإنترنت للجميع بأسعار معقولة.
وإضافة إلى ذلك، يطالب الخبراء بفرض منافسة حقيقية بين المشغلين بدلًا من استمرار التنسيق الضمني بينهم.. إلى جانب ضرورة إطلاق عروض متنوعة ومرنة تلبي احتياجات مختلف شرائح المجتمع.
ويعد أن تسريع عملية مشاركة البنية التحتية بين المشغلين كذلك عاملا أساسيا لضمان انتشار أوسع لخدمات الألياف البصرية. وقد يسهم في تحسين جودة الإنترنت وتقليص الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والقروية.
ذات صلة:
طرد أحيزون يفتح المنافسة أمام أورونج وإنوي
المغرب يستعد لإطلاق خدمة الصبيب العالي من الانترنت 5G بهذه المدن فقط
Discussion about this post