إيكو بريس من الفنيدق –
تعتبر قضية تأخر دفع الأجور من أبرز المشكلات التي تواجه العاملات في المضيق الفنيدق، حيث تشهد هذه المنطقة احتجاجات حادة من قبل مئات العاملات اللاتي يعملن في شركات مختلفة، وذلك بسبب تأخر الشركات في دفع أجورهن المستحقة، مما يؤثر بشكل كبير على حياة العاملات وعائلاتهن.
أسباب متعددة ومتنوعة، كانت وراء تأخر دفع الأجور، كعدم الالتزام من قبل بعض الشركات بالقوانين واللوائح المحلية التي تنص على دفع الأجور في الوقت المحدد، وضعف الإدارة المالية للشركات أو نقص التمويل، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية التي تواجهها بعض الشركات.
وتظاهرت العشرات من العاملات في معمل للنسيج قبالة مقر عمالة المضيق الفنيدق، أمس الاثنين، مشتكيات من قيام مشغلهن بتقليص أجورهن بالنصف، مع تهديدهن بالتسريح الجماعي بسبب ضائقة أصابت شركته
وتعتبر شركة النسيج هاته، المتواجدة قبالة عمالة المضيق واحدة من بين قلة من الشركات التي دعمتها السلطات الإقليمية في سياق سعيها إلى العثور على حلول لامتصاص نسب البطالة الهائلة بالفنيدق منذ إغلاق معبر باب سبتة في أكتوبر 2019،
وتمكنت السلطات الإقليمية عام 2021، غداة سلسلة من الاضظرابات التي بدأت بمظاهرات فمواجهات مع الشرطة في فبراير من ذلك العام، من إقناع عدة شركات بامتيازات خاصة مقابل توظيف المئات من العاملين السابقين في التهريب المعاشي.
شركة CIRCUTEX كانت واحدة من هذه الشركات التي بدأ صاحبها العمل في وحدة للنسيج في المنطقة الصناعية بتطوان (عين لحصن)، مشغلا حوالي 500 سيدة ممن كن يعملن في الماضي بمعبر باب سبتة. إلا أن قدرته على الاستمرار سرعان ما تلاشت بفعل مشاكل اقتصادية.
وتشتكي العاملات المتظاهرات من إقدام صاحب هذه الشركة على تقليص أجور عاملاته إلى النصف، والتسبب في تدهور وضعهم وحالتهم المادية والاجتماعية حاليا ومستقبلا، فالشركة قد تضطر إلى التوقف تماما عن تسديد أجور مستخدميها، وفق ما صرحت به عاملات شاركن في هذه المظاهرة، ما لم تقدم السلطات يد المساعدة مجددا.
وتلقي هذه التطورات الضوء مجددا على الطريقة التي أديرت بها عملية إنقاذ الفنيدق من أزمتها بتلك السرعة. فالمشاريع الأساسية مثل منطقة الأنشطة الاقتصادية تتلقى المزيد من الانتقادات بسبب ضعف قدرتها التشغيلية، كما أن المنطقة الصناعية التي كانت قد برمجت للشروع في العمل عام 2023، مازال سير الأشغال فيها متعثرا بسبب أخطاء ارتكبت من لدن السلطات في مرحلة التراخيص.
وكانت التقديرات الأولية لقدرة التشغيل لدى هذه المشاريع تشير إلى توظيف الآلاف، لكن حتى الآن، فإن المشاريع التي أقيمت، باستثناء الشركات التي أتيحت لها الفرصة لبدء عملها في المناطق الصناعية بتطوان، لم تستطع توظيف سوى العشرات، وفق مصادر من عين المكان.
Discussion about this post