يبدو أن السلطات الرسمية في إسبانيا أخذت تطورات الأحداث في بلدة طوري باتشيكو في إقليم مورسيا، على محمل الجد، بعد ليلة المواجهات أمس السبت وأول أمس الجمعة، في الشوارع بين شبان مغاربة وإسبان، تفاعلا مع تطورات الاعتداء الذي طال رجلا مسنا قبل أيام.
وأكد مصدر مسؤول في اتصال هاتفي مع صحيفة إيكو بريس الإلكترونية، أن السلطات الإسبانية دفعت بتعزيزات لقوات مكافحة الشغب، من الأقاليم المجاورة لإقليم مورسيا، كإقليم فالينسية نظرا لعجز التركيبة البشرية واللوجستية للعناصر الشرطة المحلية عن ضبط الوضع الذي تجاوز سقف إمكانياته.
وفسر المصدر ذاته، أن تحرك السلطات الأمنية بهذه الكثافة يعني رفع درجة التأهب لمستوى أعلى من المُعتاد، وذلك بهدف تطويق مظاهر التوتر الاجتماعي بين المهاجرين المغاربة والسكان المحليين، ووأد شرارة أعمال العنف وردود الأفعال المضادة في مراحلها الأولى قبل أن تنفلت من عقالها، وتصعب مأمورية السيطرة عليها.
ضمان النظام و”تجنب كارثة رهيبة”
حثت جمعية “خوسيل ناسيونال”، أكبر منظمة في الحرس المدني، والجمعية الموحدة للحرس المدني، الحكومة على تعزيز مدينة توري باتشيكو بموارد إضافية لضمان النظام و”تجنب كارثة رهيبة”، بعد ليلتين متتاليتين من أعمال الشغب.
وقالت جمعية خوسيل ناسيونال في رسالة على موقع X: “نريد أن نعرب عن دعمنا الكامل للزملاء الذين تحركوا الليلة الماضية في توري باتشيكو، وكذلك للسكان المحليين”.

فوكس يغذي خطاب العداء والكراهية
وجّه رئيس حزب فوكس في منطقة مورسيا، خوسيه أنخيل أنتيلو ، أمس السبت الماضي، رسالةً حازمةً من توري باتشيكو ضد الهجرة غير الشرعية وانعدام الأمن الناجم عن نظام الحزبين.
وصرح قائلًا: “الهجرة غير الشرعية التي يمولها حزبا الاشتراكية الاشتراكية والشعبية هي نفسها التي تهاجم كبار السن في الشوارع ، وتهاجم المثليين جنسيًا، وتغتصب بناتنا”.
وأضاف الزعيم السياسي المتطرف؛ لا نريد أناسًا كهؤلاء في شوارعنا أو في بلدنا . سنُرحّلهم جميعًا: لن يبقى منهم أحد. يأتي الناس إلى إسبانيا للعمل وتكوين الثروة، وليس لارتكاب الجرائم أو نشر الرعب، كما أكد أنتيلو.
الاعتداء على العجوز لا زال في طور التحقيق
كان حادث الاعتداء على رجل يبلغ من العمر 68 عامًا، يُدعى دومينغو، يوم الأربعاء الماضي أثناء مروره بالمقبرة، شرارة الاضطرابات في بلدة طوري باتشيكو.
وقد أشار الضحية في شكايته، حسب وسائل إعلام إسبانية، إلى احتمال أن تكون مجموعة الشباب الذين اعتدوا عليه من أصول شمال أفريقية، مما أثار العديد من رسائل الكراهية المعادية للأجانب وخصوصا العرب.
وعلى ضوء المعطيات التي ينشرها الإعلام الرسمي الإسباني، بشكل محايد وبكثير من الموضوعية، فإن أصابع الاتهام لم توجه إلى المهاجرين المغاربة، وإنما إلى شبان من إحدى دول شمال إفريقيا من المغاربيين.
لكن حزب فوكس اليميني المتطرف، وفق الإعلام المحلي، استثمر في الحادث لتغذية خطاب الكراهية ونزوعات الحقد الاجتماعي على الأجانب. مما دفع مجموعة من الشباب الإسباني الملحي تشكيل مجموعات لفرض الأمن.
غير أن خطابات حزب فوكس أججت مشاعر الغضب من خلال دعوات عنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب القناة التلفزية الإسبانية rtve ودفعت بمجموعات متطرفة متكونة من عدة أشخاص إلى الانخراط في مواجهات العنف ضد المهاجرين.
Discussion about this post