إيكو بريس عبد الرحيم بلشقار –
يتعاظم استغراب متابعي الشأن المحلي في مدينة طنجة، يوما بعد آخر، مع تقدم وتيرة الأشغال في ورش بناء مثير للجدل، فوق قطعة أرضية ملتصقة للكنيسة والمسيحية في شارع الحسن الثاني، وشارع بلجيكا.
الأشغال تتعلق بورش بناء مؤسسة تعليمية خصوصية، أثارت جدلا ليس بالنظر لطبيعة المشروع التجاري، وإنما بالنظر إلى الموقع الذي يشيد فوقه المشروع، والتداعيات على حركة السير والمرور والجولان في المحور الطرقي شارع الحسن الثاني وشارع بلجيكا.
في المقابل، لا تبدي السلطات المحلية في ولاية طنجة أية فعالية اتجاه القلق الذي يساور الشعور العام للمجتمع المدني في طنجة، بالنظر إلى أضراره المتعددة البادية للعيان.
فالضرر الأول سيلحق معلمة الكنيسة المقابلة بمسجد محمد الخامس، حيث تتقابل مئذنة الكنيسة مع صومعة الجامع في تمازج يشهد على مظاهر التعايش والتسامح الديني.
ذلك أن بناء الآجور الملاصق لجدران الكنيسية، سيؤدي لتشويه المعلمة المسيحية في طنجة، وسيحجب الرؤية البانورامية لمسجد محمد الخامس مع الكنيسة.
أما الضرر الثاني، فهو الذي يبعث أكثر على القلق، فإذا كان المسؤولون لا يأبهون للبعد المادي للأماكن الدينية الثقافية، فمن المفروض عليهم أن يهتموا بالجانب المادي.
ذلك أن ورش البناء الجارية أشغاله بسرعة كبيرة دون توقف، ملاصق حتى للطريق العمومية، إذ أن بينه وبين شارع الحسن الثاني شوارع بلجيكا سوى رصيف لا يتعدى عرضه 3 أمتار.
بينما ورش الأشغال يتعلق ببناء مؤسسة تعليمية خصوصية، والمرتكزات المؤطرة لضابط التعمير تشدد على حرمة الشوارع العمومية والطرقات الرئيسية، بحيث يجب تغليب كفة المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، بينما العكس تماما هو الحاصل في هاته النازلة مما يطرح أكثر علامات استفهام على الأطراف التي وافقت على الترخيص للمشروع التجاري.
وتعالت أصوات فاعلين جمعويين ومنتخبين في مدينة طنجة، معبرة عن استغرابها من الطريقة التي جرت بها عملية الترخيص لمشروع بناء لا تخفى أضراره المتعددة على المتخصصين وعموم المواطنين، مما يجعل الاستفهام أمرا مشروعا، هل حضرت مظاهر المحاباة والمحسوبية أم مضت الأمور بحيادية تامة.
ومن جهة أخرى، ألا يرى المسؤولون عن مدينة طنجة أن مرفق السير والجولان لم يعد يحتمل مظاهر العبث الحاصلة حالياً، إذ تكفي النقط السوداء التي تؤدي إلى اختناقات مرورية قرب مدرسة الأنانة، ومؤسسة أم كلثوم، والمدرسة الإسبانية ريمون إي كاخال، فهل تريدون خنق منطقة إيبيريا وشارع الحسن الثاني وبلجيكا، بشكل تام خلال أيام الأسبوع، إذا ما سمحتم باكتمال بناء هاته المدرسة الخصوصية؟؟