إيكونوميك بريس – مسنانة
قصدت سكينة (اسم مستعار)، مستخدمة في مصنع للألياف الكهربائية، وكالة البريد بمسنانة، بالتزامن مع بداية الشهر الحالي، من أجل إجراء تحويل مبلغ بسيط لأمها التي تنتظر بفارغ الصبر إعانة ابنتها الشهرية، إذ رغبت في الحصول على رضى أمها وهي في طريقها إلى العمل ذات صباح باكر خلال أول الشهر الحالي.
لكن هيهات هيهات، فقد تصدت الخدمات الرديئة لوكالة البريد بنك المتواجدة بمنطقة مسنانة، لرغبتها النابعة من حبها لأمها، حيث وجدت في وجهها الشباك الأوتوماتيكي معطلا، إذ استقبلها عبارة جاهزة على الدوام في مثل هذه الحالات، قرأتها بامتعاض “نعتذر لكم هذا الشباك غير جاهز الآن”.
انتقلت (سكينة) الغاضبة من رداءة خدمات البريد بنك، إلى شباك وكالة بنكية مجاورة وسحبت ورقة نقدية من فئة “100” درهم”، وهي متحسرة على اقتطاع 6 دراهم عن هذه العملية، بسبب عكل مرفقي لوكالة “البريد بنط”، قالت إن هذا الوضع يتكرر معها عدة مرات في أول الشهر، فرغم وجود رصيد مالي بعد توصلها بأجرتها الشهري، عند مطلع كل شهر، فإنه كثيرا ما تواجهها مشاكل مماثلة، وهي في طريقها في الصباح الباكر إلى العمل، أو عند عودتها بعد الساعة الرابعة مساءا، حيث تكون إذارة الوكالة البنكية قد أقفلت أبوابها.
معاناة هذه العاملة في قطاع اقتصادي هش لا يدر عليها وعلى زميلاتها في الشغل، سوى بعض الدراهم المعدودة لسد حاجياتها المعيشية بالكاد، يشاركها فيه الآلاف من منخرطي “بنك المغرب”، الذين يقصدونه لانخفاض تكاليف الاشتراك المالي، وتناسب تعريفة الخدمات مع القدرة الشرائية لذوي الدخل المحدود، لكن هذا الامتياز سرعان ما ينقلب عبئا ثقيلا ومليئا بالمعاناة مع ضعف الخدمات الإدارية، إذ يلزمك حين عزمك الذهاب لأي وكالة البريد بنك، يقول بعض زبناءها الذين التقت بهم صحيفة “إيكونوميك بريس“، أن تتوجه باكرا وتنتظر في طابور طويل، من أجل استلام أوتحويل مبلغ مالي، بينما يشتغل بعض الموظفين بإيقاع العرض البطيئ.
يقول أحدهم معبرا عن استياءه من رداءة الخدمة، “سيرفيس ديال بريد المغرب كيخرج فينا غدايد وأعصاب”، مردفا “حشومة وعيب وعار، الموظفين فالوكالات ديالهم قلالين، ومدة الانتظار طويلة، واش إدارة هاد المؤسسة معندهاش مصلحة مراقبة جودة الخدمات؟ “، يتساءل أحد المتضررين.
لكن العيب ليس في القائمين على هذه الوكالة اليتيمة في منطقة مسنانة على سبيل المثال، والتي تضم أكبر كتلة من اليد العاملة في طنجة، وإنما في إدارة بريد المغرب التي تكتنز الملايير من الأرباح سنويا، دون تحسين خدماتها للمرتفقين، فلا هي تقوم بزيادة عدد الوكالات، ولا هي زادت عدد الموظفين، ولا هي قامت حتى بزيادة أعداد الشبابيك فذلك أضعف الواجب الإداري اتجاه الزبناء.
وبحسب إفادة زبناء هذه المؤسسة البنكية، فإن غالبية وكالاتها البنكية تشهد ضغطا كبيرا يتسبب في توقف خدمات شبابيكها، وإذا أردت الإسراع في تلبية خدماتك، ما عليك سوى الانتقال لوكالة “البرانس”، أو “درادب” ، التي تشهد إقبالا ليس بنفس الاكتظاظ الذي توجد عليه باقي الوكالات البنكية لبريد المغرب.