أوفى أصحاب مشروع “كاب تاورز” بالتزاماتهم اتجاه النهوض الثقافي بالبنيات التحتية التي تحتاجها مدينة طنجة، ومن بينها مدرسة وادي المخازن التي تقادمت بنايتها وطالتها أضرار مادية بفعل عوامل الزمن، وذلك بعد نحو 20 سنة عن توقف التدريس بها.
كما ستشمل أشغال الترميم والتهيئة بنايتين مجاورتين للمدرسة، ولمشروع الأبراج الشاهقة، ويتعلق الأمر ببناية “أربا برو” و”فيلا ويلكوم”، وهما من المباني التاريخية في الشريط الساحلي لمنطقة مالاباطا.

وأفاد بلاغ صادر عن إدارة كاب تاورز، أن أصحاب المشروع ملتزمون بالمساهمة في ترميم وإصلاح مدرسة وادي المخازن للتفتح الفني والأدبي، وتحويلها إلى مركز مخصص للتعبير الفني، سيكون مفتوحا في وجه التلاميذ والطلبة بمدينة طنجة.
وستحافظ عملية الترميم وإعادة التأهيل على كافة الفقرات الهندسية في البناية، سواء من الزخارف وأشكال النوافذ والأبواب، كما ستحافظ على طابعها المعماري وستعمل على إبراز قيمتها التاريخية.
اتفاق إطار بين السلطات والشركة العقارية
ويأتي هذا الالتزام في إطار اتفاقية شراكة جمعت كلاً من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ممثلة في المديرية الإقليمية طنجة-أصيلة، وولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، و”الشركة العقارية سقيفة”، الشركة المُطورة لـ “كاب تاورز”.
وحسب المعلومات المتوفرة، فقد أجريت دراسات تقنية على الأساسات والأعمدة الخرسانية والجدران، وعلى ضوء الخلاصات التقنية، ستنطلق هذا الأسبوع أشغال عملية الترميم لتأهيل هاته البناية المُهملة منذ نحو 20 عاما، بعدما احتضنت مدرسة ابتدائية في فترة مؤقتة من الزمن.

وكانت مدرسة وادي المخازن افتتحت أبوابها منتصف القرن الماضي، في وجه أبناء الفلاحين والعمال الذين كانوا يشتغلون في حقول المعمرين الأجانب بمنطقة مالاباطا، ومع توالي السنوات ظل يتناقص عدد تلاميذها إلى أن قررت نيابة التعليم طنجة أصيلة، إقفال أبوابها بشكل رسمي سنة 2006.
ويأتي مشروع ترميم بناية المؤسسة التعليمية وادي المخازن وتحويلها إلى مركز فني وأدبي، تجسيداً لالتزام “كاب تاورز” بدعم الدينامية الثقافية المحلية، وتعزيز اندماج مستدام ومسؤول ضمن محيطه الاجتماعي والثقافي.
ويتوقع أن يشكل ترميم مدرسة وادي المخازن الابتدائية، إلى جانب الأبراج الراقية في المنطقة، ميلادا جديدا لهاته البناية التي ستحافظ على هويتها التربوية من خلال مركز التفتح الفني والأدبي، وستعيدها إلى دائرة الأضواء والاهتمام.
ترميم “أربا برو” و”فيلا ويلكوم”
وتقع المدرسة بين معلمين تاريخيين ورمزين من رموز المدينة، مبنى “أربا برو” و”فيلا ويلكوم”، وستصبح في السنوات المقبلة محاطة بمشروع “كاب تاورز” في موقع يجمع بين الرقي وعبق التاريخ.
وسيضفي هذا المشروع الذي سيخلق عشرات فرص الشغل المستدامة، نوعا من التوازن بين تراث الماضي بالحاضر والمستقبل، في تناغم بين المشاريع ذات الطابع الثقافي وبين محيطها العمراني المعاصر.

تجدر الإشارة إلى أن تطوير مشروع “كاب تاورز” تكلفت بها الشركة العقارية سقيفة، وهي ثمرة شراكة بين اثنين من أبرز الفاعلين في القطاع العقاري: مجموعة منافع ومجموعة أمانة. أما التصميم، فقد حمل توقيع المكتب المعماري الياباني أتوليه مورف، بشراكة مع المكتب المغربي للهندسة المعمارية ماد أرشيتكتير، ليخرج المشروع برؤية معمارية عالمية تواكب أرقى المعايير الدولية.
Discussion about this post