إيكوبريس من إقليم شيشاوة –
ما زالت أكوام الرماد ومشاهد المعاناة ترسم صورا من الآلام التي خلفها زلزال المغرب، الذي ضرب البلاد مساء الجمعة 8 سبتمبر الماضي، آلام التقطتها كاميرا إيكوبريس الإلكترونية خلال جولتها في شوارع وأزقة قرى مجاط وأسيف المال وأداسيل (دوار تغنارين) وإمندونيت، القريبة من أقرب نقطة لبؤر الهزة الأرضية بالمغرب.
الصعود إلى تلك المنطقة محفوف بالمخاطر، خاصة بعد انهيار صخور أغلقت الطرق، حيث استغرق صعود كاميرا إيكوبريس نحو قرابة الساعة والنصف عبر السيارة، كانت البداية بقرية مجاط، والتي يمكنك فور دخولها ملاحظة تجمع للمتضررين من الزلزال في خيم أنشأها الدفاع المدني المغربي على الطريق.
لا تزال الصدمة ظاهرة على أهل القرى، من رجال ونساء، شيوخ وشباب ، تجمعوا في فناء مجاور، لاستقبال شاحنات وسيارات أغلبها قادمة من مدن طنجة والدار البيضاء، وبعض المتطوعين من الجالية المغربية القاطنة بالخارج، ومن باقي جماعات الإقليم محملة بالمساعدات الإنسانية، حيث يضطر البعض ممن استعصى عليهم الوصول تركها لمؤسسات التضامن لتوزيعها على المتضررين من الزلزال.
من جهته، يقول سعيد بنعمر أن المساعدات خففت من معاناتهم، لكنها لم تزل من ذاكرتهم مشاهد للحظات من الرعب اهتز فيها كل ما حولهم، معربين عن قلقهم من استمرار الهزات الارتدادية، بجانب شعورهم بالبرد في ساعات الليل، نظرا لقلة الخيام، في دواوير كانت تتسم بالبساطة في نمط العيش والصبر، في ظل الفقر والغلاء المعيشي.
وأضاف المتحدث، بأن هناك بعض المهتمين يثيرون المخاوف بشأن رمي المساعدات وحدوث تلاعبات في المساعدات الكبيرة التي جاد بها المغاربة على إخوانهم في المناطق المتضررة، وهذا ليس بصحيح، لأن المشكل القائم هو عدم معرفة القوافل التضامنية بالمناطق المتضررة وعدم إلمامها بالحاجيات الضرورية التي تحتاجها الساكنة بالدرجة الأولى، والتسويق لأخبار وخطابات زائفة تضر بساكنة شيشاوة، لذا وجب احترام خصوصيات ساكنة المنطقة ككل.
وعلى الرغم من مخلّفات الدمار ومشاعر الأسى التي يستشعرها المتطوعين والقائمون على تتبع الوضع بالمنطقة، والناظرون في وجوه الساكنة، وهي تُحاول مغالبة أحزانها ببسمة صادقة في وجوه ضيوفها “غير المعتادين”، إلا أن الزلزال لم ينجح في مسح بريق القرى المتضررة، بل كان اختبارا للّحمة المغربية وإرادتها في نفض غبار الحداد.