إيكوبريس عبد الرحيم بلشقار –
في إطار انفتاح شركة أمانديس للتدبير المفوض لقطاع الماء و الكهرباء و التطهير السائل، على وسائل الإعلام الجهوية و الوطنية، أجرت صحيفة إيكوبريس الإلكترونية حوارا مع السيد جون مارك توماس، المدير العام لـأمانديس.
ويندرج هذا الحوار في إطار سلسلة من المبادرات التواصلية لشركة امانديس، التي تسهر على تدبير قطاعات طاقية حيوية في شمال المملكة، وذلك بهدف تنوير الرأي العام ومواكبة وتسليط الضوء على المنجزات والمستجدات التي تهم خدمات الماء والكهرباء، والتطهير السائل في إطار التدبير المفوض.
وفيما يلي نص الحوار الذي خص به جون مارك توماس المدير العام لشركة أمانديس صحيفة إيكوبريس الإلكترونية، بعد مسيرة مهنية في هذا المجال لما يزيد عن 25 سنة :
لو تفضلتم هل لكم أن تُطلعوا المواطنين عن ما هي أهدافكم الرئيسية، لا سيما تلك التي تهم زبناء أمانديس بشكل مباشر؟
في البداية، أود أن أشير إلى أن أمانديس تقوم بتنفيذ أنشطتها في توزيع الكهرباء والماء الصالح للشرب والتطهير السائل وفقاً لبنود عقد التدبير المفوض.
أما بخصوص الإجابة عن هذا السؤال، فإننا نجعل الزبون في صلب اهتماماتنا وأهدافنا، حيث تبقى جودة خدمة الزبناء أولوية بالنسبة للنشاط التجاري لمديرية الزبناء. وتنعكس هذه الجودة في المجهودات المبذولة على مستوى الاستقبال: إعادة تهيئة الوكالات، وتقليص مدة الانتظار، وسرعة المعالجة، وتأمين الفواتير، ومعالجة الشكايات، والتطوير المستمر للخدمات الجديدة ومنها خدمة القرب.
خلال الفترة بين 2002 و2022، عملت أمانديس على:
● إعادة تهيئة وتجديد جميع الوكالات التجارية.
● خلق وكالتين جديدتين في تطوان و 6 وكالات تجارية أخرى بطنجة
● إنشاء 3 وكالات جديدة في مركز الساحل.
● توفير وكالتين متنقلتين بتطوان وثلاث وكالات مماثلة بطنجة، لتقديم خدمات القرب لفائدة الزبناء قريباً من مقار سكناهم (طلبات الإيصال والاشتراك والتحصيل وتقديم المعلومات ومعالجة الشكايات…).
● إيجاد ونشر الحلول التي تسمح بتدبير عملية قراءات العدادات والتدخلات عبر أدوات مدمجة تماماً في نظام إدارة الزبناء، مما يجعل عملية قراءة العداد ومعالجة التدخلات الميدانية أكثر موثوقية.
ومن أجل توسيع فضاءات استقبال الزبناء، بالتوازي مع تطوير وتجديد الوكالات، تم تطوير شبكة الخدمات الخاصة المعتمدة (محلات الهاتف ومتاجر القرب) منذ سنة 2007، حيث بلغ عددها إلى 164 نقطة بيع معتمدة لأمانديس تطوان وأكثر من 234 نقطة لفائدة أمانديس طنجة في نهاية سنة 2020، مما يتيح للزبناء إمكانية تسوية فواتيرهم في أقرب نقطة من منزلهم أو مكان عملهم وفي متسع من الوقت، حيث تمتد ساعات العمل في هذه النقاط من 8 صباحاً إلى 10 مساءً و 7 أيام/7.
بالإضافة إلى ذلك، تنوعت طرق دفع الفواتير أيضًا مع الخدمات الرقمية الجديدة التالية:
● الشباك البنكي الأتوماتيكي (بالشراكة مع البنوك المغربية).
● الخدمات البنكية الإلكترونية والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول.
● وكالة أمانديس على الإنترنت www.amendis.ma
● تطبيق أمانديس موبيل (للهاتف المحمول).
● الدفع بواسطة الهاتف المحمول عن طريق المؤسسات المالية وشركات الاتصالات.
وهكذا…
بعد فترة تزيد عن 20 سنة من التدبير المفوض لقطاع توزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء وخدمة التطهير السائل، في شمال المملكة، من طرف مجموعة فيوليا، هل يمكنكم أن تقدموا لقرائنا الأوفياء لمحة موجزة عن أهم المشاريع الإنجازات التي تم القيام بها، خلال هذه الفترة، على مستوى تعزيز البنيات التحتية لمواكبة الطلب المتزايد لخدمات الماء والكهرباء والتطهير في محيط تدخل أمانديس؟
لقد أتاح نظام التدبير المفوض تنفيذ برنامج استثماري كبير للتعويض عن التأخيرات المسجلة، ومكَّن أيضاً من تعزيز وتطوير البنيات التحتية والشبكات، لا سيما على مستوى خدمة التطهير السائل. وشمل ذلك بناء محطات معالجة مياه الصرف الصحي والمعالجة الأولية للمياه العادمة، وبناء قنوات لصب المياه المعالجة في البحر، وبناء محطات الضخ والتوزيع، وبناء وتركيب محطات توزيع كهربائية عالية القدرة، ومد الكابلات الكهربائية والمغذيات بأطوال هامة، وتعزيز الاكتفاء الذاتي وقدرات تخزين المياه في مختلف المدن والجماعات ببناء خزانات مياه شرب جديدة.
وهكذا، منذ بداية التدبير المفوض، استثمرت أمانديس أكثر من 5.134 مليون درهم في جميع القطاعات التي تدخل في مجال نشاطها:
2.957● مليون درهم بالنسبة للتطهير السائل أي بنسبة 58٪.
1.067● مليون درهم للكهرباء بنسبة 21٪.
1.110● مليون درهم لماء الصالح الشرب بنسبة 21٪.
كما مكّن التدبير المفوض من خدمة السكان المعوزين في ضواحي المدن والمناطق الريفية وكذلك دعم التنمية الحضرية للمدن والجماعات التي تقع في نطاق التدبير المفوض، من خلال القيام باستثمارات جديدة لم تكن مبرمجة في بداية دخول عقد التدبر المفوضة حيز التنفيذ.
وفي سياق تطوير البنيات التحتية والاستثمار، من المفيد الاشارة إلى أنه في إطار الحفاظ على الموارد الطبيعية، يتم معالجة بشكل تام وإعادة استخدام المياه المستعملة المعالَجة لسقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف في وتطوان تطوان على سبيل المثال، وذلك في أفق تحقيق هدف إعادة استخدام مليونين متر مكعب من المياه المعالجة سنوياً على المدى الطويل، وهذا نتيجة تطوير نظامنا لإزالة التلوث الذي تطلب منا استثمارات ومشاريع كبى لخلق محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي، شبكات التجميع، محطات ضخ، وقنوات تصريف في البحر، حيث يتم إجراء عمليات تدقيق ومراقبة النظام البيئي البحري كل عامين على جانبي القناة المصب وتأكيد الحالة الجيدة للبيئة…
دعنا ننتقل إلى موضوع إشكالية ندرة المياه في المغرب والذي لا شك أنه يحظى باهتمامكم باعتباركم أحد الفاعلين الرئيسيين في القطاع، هل لديكم مخطط في إطار الرؤية الملكية يتعلق بإيجاد حلول مستدامة لمشكل الجفاف و الإجهاد المائي ؟
بالفعل، نظراً لوضعية الإجهاد المائي التي تواجهها المملكة، سواء على الصعيد الوطني أو في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ووفقاً للاستراتيجية الوطنية للماء، وضعت أمانديس مخططا عمليا مفصلاً يهدف إلى تنفيذ الإجراءات اللازمة للإدارة الرشيدة لموارد المياه ولضمان توفير مياه الشرب للساكنة في محيط التدبير المفوض.
وينقسم هذا المخطط إلى جزأين:
مبادرات أمانديس اعتماداً على خبراتها التقنية لحماية الموارد المائية. واستراتيجيتها التواصلية من أجل التحسيس والتوعية الموجّهة إلى كافة الأطراف المعنية (حملات تحسيسية على شبكات التواصل الاجتماعي، ملصقات في الوكالات التجارية التابعة لها، رسائل في فواتير الاستهلاك، توزيع منشورات، لقاءات وندوات توعية لفائدة ممثلي جمعيات الأحياء والمدارس …).
منذ دخول عقد التدبير المفوض حيز التنفيذ، التزمت أمانديس، فرع مجموعة فيوليا، بنهج التنمية المستدامة والاقتصاد الدائري، وجعلت من مشروع إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالَجة “REUSE” مسلكاً مستقبلياً وركيزة أساسية للحفاظ على الموارد المائية وحماية البيئة.
تعد عملية تثمين مياه الصرف الصحي المعالَجة جزءً من برنامج طنجة الكبرى، والذي مر تنفيذه بثلاث مراحل رئيسية، كان آخرها تشغيل الشطر الثاني من “محطة معالجة المياه العادمة” بوخالف ، في سنة 2021، بسعة 32000 متر مكعب/يوم… الجديدة طنجة تيك.
وخلال سنة 2022، أنجزت أمانديس مشروع توسيع شبكة سقي المساحات الخضراء ومدها في اتجاه عبر خط بأقطار مختلفة يبلغ طوله حوالي 69 كلم في طنجة 20 كلم في تطوان.
مكّن هذا المشروع الضخم، في نهاية سنة 2022، من سقي ما يزيد عن 500 هكتار من المساحات الخضراء في طنجة وتطوان. أي 75٪ من إجمالي مساحة المساحات الخضراء في المدينتين.
إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة، التي تتم بواسطة ثلاث محطات للمعالجة: “تمودا باي” بتطوان و”بوخالف1″ و”بوخالف2″ بطنجة، وهي منشآت حقيقية لتثمين مياه الصرف الصحي المعالجة، حيث مكّنت من توفير 6.3 مليون متر مكعب من الماء بين سنتي 2016 و 2021. وتهدف إلى توفير 2.8 مليون متر مكعب في السنة اعتباراً من سنة 2023، أي ما يعادل إمداد مدينة يبلغ عدد سكانها 55000 نسمة بالماء الصالح للشرب.
كما تواصل أمانديس مخططها لتحسين مردودية شبكات الماء الصالح للشرب وذلك بالعمل من أجل تكريس الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، ويعدُّ ذلك سبباً من أسباب وجود أمانديس وأحد الركائز الأساسية لأدائها التعددي الذي يأخذ في الاعتبار أهداف الرؤى الترابية بالمنطقة (مخطط عمل الجماعات الترابية، مخطط تنمية الأقاليم الشمالية…) و المعايير الوطنية والدولية بما في ذلك الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة وأهداف التنمية المستدامة التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة.
وتحقيقاً لهذه الغاية، تتعبأ أمانديس باستمرار لتحسين مردودية شبكة توزيع الماء الصالح للشرب، مستخدمةَ تقنيات مختلفة للكشف عن التسربات المائية، سواء من خلال الاستماع الصوتي ، أو التحديد المسبق، أو حتى تتبع أثر الغاز. ونظراً للتضاريس الجبلية للمنطقة، فإن أمانديس تشتغل بشكل خاص ودقيق في التقسيم القطاعي وإدارة الضغط ، وذلك لضمان أفضل ضغط ممكن في أي نقطة في الشبكة، مع تقليل معدلات التسرب. وبالتالي ، فإن الشبكة التي تبلغ مساحتها 3000 كيلومتر، والمقسمة إلى أكثر من 100 قطاع هيدروليكي، يتم مراقبتها يومياً من أجل التعرف بسرعة أكبر على أي تدفق غير طبيعي، الشيء الذي يمكِّن من التدخل بشكل أسرع في حالة الاشتباه في حدوث تسرب، وهذا ما مكّن من الحفاظ على المردودية بمستوى أداء جيد، حيث بلغت النسب إلى 79٪ في طنجة و 81٪ في تطوان…
وفي أبريل 2022، أجرت أمانديس تجارب باستخدام كلاب مدربة لاكتشاف تسربات المياه. وهو حل فعال يسمح بتحقيق سرعة التدخل، مع إمكانية تغطية الأماكن صعبة الولوج بشكل أفضل وأسهل من التدخلات المعتمدة على التقنيات التقليدية.
ومن جانب آخر، تم إطلاق حملة توعية لتشجيع الزبناء من جميع الفئات على ترشيد استهلاكهم للماء:
تنظم أمانديس، بشكل مستمر، حملات تحسيسية للتحكم في وثيرة الاستهلاك من أجل تشجيع المواطنين على تبني السلوكيات البيئية في الحياة اليومية، حيث قامت بتكثيف أنشطتها التواصلية التحسيسية بأهمية الحفاظ على المورد المائية والتي تستهدف كافة الأطراف المتدخلة والمعنية (حملات تحسيسية على شبكات التواصل الاجتماعي، ملصقات في الوكالات التجارية التابعة لها، رسائل في فواتير الاستهلاك، توزيع منشورات، لقاءات وندوات توعية لفائدة ممثلي جمعيات الأحياء والمدارس …) كما أن أمانديس نشطة لهذه الغاية على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تتواجد في 4 قنوات: (Twitter, facebook, Instagram et linkedin)، من أجل تحسيس مختلف الفئات المستهدفة عبر منشورات مدعمة، على شكل رسوم وصور متحركة أو ألعاب تطلقها بانتظام في إطار حملات التوعية. ويتم تحسيس أكثر من مليون مواطن سنوياً.
من خلال وسائل الإعلام، نعرف أن أمانديس تفوز بالعديد من الجوائز، لا سيما تلك المتعلقة بالمسؤولية الاجتماعية للمقاولات، والأداء الاجتماعي، والالتزامات المجتمعية … هل لديكم استراتيجية واضحة المعالم في هذا الباب يمكنكم من خلالها الانخراط في التنمية المستدامة مع مراعاة القضايا الاقتصادية والاجتماعية البيئية بشكل مستمر؟
هذا صحيح؛ تلتزم أمانديس منذ سنة 2004، وفقاً لتوجيهات مجموعة فيولياً، بنهج تنمية مستدامة من خلال مراعاة القضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بشكل مستمر.
أصبح نهجنا أكثر دقة مع مرور السنوات وتحديداً في سنة 2017 عندما أرادت المديرية العامة لأمانديس بناء نهج تطوعي للمسؤولية الاجتماعية للمقاولة من أجل التعامل مع متطلبات الزبناء المتزايدة، ومن أجل مجتمع مدني أكثر استنارة وتشاركية وتأثيراً و تنفيذ برامج تنمية جهوية على نطاق واسع (طنجة الكبرى، إزالة التلوث وتطهير الساحل، استكمال تهيئة المنطقة الصناعية لتطوان، …)، وأنظمة ومعايير خاصة بالمجموعة أكثر إلزاماً، لا سيما فيما يتعلق بالسلامة والصحة في العمل والقضايا الاجتماعية.
ومن أجل بناء هذا النهج المنظم والمستدام للمسؤولية الاجتماعية للمقاولة استناداً إلى المعيار الدولي ISO 26000 (تعليمات حول المسؤولية الاجتماعية للمقاولات)، اختارت أمانديس تحديد استراتيجيتها للمسؤولية الاجتماعية للمقاولة على أساس حوار شفاف وتفاعلي ومستدام، من خلال رسم خرائط مع شركائها المعنيين و دراسة حوار المسؤولية الاجتماعية للمقاولات مع جميع الأطراف المتدخلة داخلياً وخارجياً، متبوعة بجدولة ذات أهمية والتي جعلت من الممكن تحديد التوقعات والانتظارات فيما يتعلق بقضايا المسؤولية الاجتماعية للمقاولات التي تؤثر على نشاطنا، حيث إن نتائجها تحدد المجالات ذات الأولوية في استراتيجيتنا وكذلك المناسب من الإجراءات المطلوب تنفيذها.
ومن أجل تأكيد التحسين المستمر لأدائها المتعدد والمتنوع، اختارت أمانديس اجتياز التقييمات الخارجية التي تقيس مستوى نضج التكامل الإداري لمبادئ وأهداف المسؤولية الاجتماعية للشركات. ومكنت هذه الجهود أمانديس من الحصول على الاعتراف لها بالنموذجية لالتزاماتها المجتمعية:
الحصول على شهادة “كاب 26000” في سنة 2017، التي يمنحها “مكتب فيريتاس”، تأكيداً على تحسين أدائنا المجتمعي حسب المبادئ التوجيهية لمعيار ISO 26000؛
جائزة تحدي المسؤولية الاجتماعية للمقاولات فئة “المقاولة المواطِنة” في سنة 2018. هذه الجائزة تمنح من قبل مؤسسي جوائز تحدي المسؤولية الاجتماعية للمقاولات بدعم من القنصلية العامة لفرنسا، وهي اعتراف خارجي بالالتزام المجتمعي لأمانديس وبخصوصية ممارساتها الجيدة التي أثبتتها مشاريعها الاجتماعية والبيئية الناجحة حتى الآن.
الحصول على علامة المسؤولية الاجتماعية للمقاولات، الممنوحة من طرف الاتحاد العام لمقاولات المغرب، سنة 2019، وهو اعتراف مرة أخرى بالتزام أمانديس بالمسؤولية الاجتماعية للمقاولة، مع مراعاة تطلعات وانتظارات شركائها الداخليين والخارجيين في سياستها وأنشطتها، وذلك وفقاً لميثاق المسؤولية الاجتماعية للمقاولات الخاص بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، حيث مكننا هذا التقييم الخارجي لأدائنا المجتمعي من تعزيز ممارساتنا الجيدة والتركيز على الموضوعات التي لم يتم التطرق إليها إلا قليلاً حتى الآن. وبالطبع، شجعنا هذا التقييم على تحسين أدائنا بالتشاور مع شركائنا المعنيين…
Discussion about this post