لا يشكر الله من لا يشكر الناس…
في مشهد يختزل أسمى معاني الإنسانية، أبى المسؤول الأول عن قسم الشؤون العامة بولاية طنجة إلا أن يترك بصمته وهو يغادر مستشفى محمد الخامس بعد تفقده لضحايا حادثة السير التي وقعت بطريق القصر الصغير.
وبينما كان يهم بالخروج، لفت انتباهه شاب في عقده الثالث، يخطو بصعوبة متكئًا على صديقه، علامات الفقر والبؤس مرسومة على ملامحه. لم يتردد المسؤول، وبحس إنساني رفيع ووعي مهني عالٍ، في إعطاء تعليماته الفورية للتكفل بحالته.
لتكشف الفحوصات الطبية لاحقًا أن الشاب يعاني من كسر في الحوض، وأن ما خفي كان أعظم؛ إذ تبين أنه يعيش حياة التشرد منذ أيام، بعد أن تعرض لاعتداء بغرض السرقة تركه جريحًا يبيت في الشوارع، يتجرع الألم في صمت.
موقف بسيط في ظاهره، لكنه عظيم في دلالاته… رسالة بليغة تقول إن في وطننا ما زال هناك مسؤولون لا يرون في المناصب سلطةً، بل أمانة وخدمةً للإنسان أولًا.
حقًا، ما أحوج بلادنا إلى مثل هكذا مسؤولين نبلاء الذين يسيرون في الطريق وأعينهم على من لا مُعين ولا سند لهم، فهم بذلك يضيئون العتمة بشعاع من نور.
إيكو بريس – مراسلة خاصة من شاهد عيان
Discussion about this post