وعادت يسرى إلى أسرتها جثة هامدة! بعد ساعات طويلة قضتها فرق الإنقاذ تحاول جاهدة انتشالها من فم البالوعة القاتلة الذي ابتلعها جراء انجرافها بقوة السيول التي شهدتها منطقة دوار جابر ببركان، أمس الخميس. فمتى يعود الضمير إلى عدد من المسؤولين الذين لم يقطعوا بعد مع سياسة الإهمال!
ووقع الحادث المفجع في شارع يعرف أشغال الصيانة بدوار جابر، أثناء عودة الطفلة يسرى وأبيها إلى المنزل تحت زخات مطرية قوية بعد انتهائها من دروس للدعم، إذ جرفتهما السيول نحو بالوعة دون غطاء، قبل أن ينجو الأب وتغيب ابنته عن الأنظار، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية متطابقة.
ويكشف هذا الحادث إهمال المسؤولين الذي يفضي إلى فواجع إنسانية بين الفينة والأخرى، ولولا ألطاف الله لكانت الفواجع يومية! بقدر ما يفضح تقصيرهم في أداء مهامهم تحت شعار “عين ميكة”. فهل يعقل أن تظل البالوعات دون غطاء شتاء في شارع يقطعه المواطنون ذهابا وجيئة؟
هذا الحادث المؤلم لا يجب أن يمر دون ترتيب المسؤوليات كسحابة عابرة، هذا الحادث يستدعي محاسبة المتورطين في قتل طفلة بريئة التي لربما كانت تحلم بأن تكمل صيام ساعات عن الأكل، فحكمت عليها الأقدار بالصوم عن الحياة!
هذا الحادث المؤلم يبرز لنا بجلاء أن ما ينقص المغرب ليس متعلقا بالمنشآت والعمران، وإنما هو مرتبط كل الارتباط بالإنسان، مرتبط بالضمائر الحية التي تؤدي واجبها بمسؤولية وإخلاص وتفان، مستحضرة عواقب الإخلال بالمهام والإهمال.
لقد حان الوقت لتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة في أرض الواقع، وإلا تحولت البلاد إلى بالوعة كبيرة ستجرفنا جميعا دون استثناء لا قدر الله. رحم الله يسرى شهيدة البالوعة القاتلة، وأحيى ضمائر المسؤولين الميتة في هذا الوطن.
Discussion about this post