تطوان – عمار الوزاني
تحولت مدينة وادي لاو في الآونة الأخيرة إلى مدينة أشباح، وحدها حافلات تطوان تكسر هدوء مركز المدينة بهدير محركاتها معنة وصول رحلة قادمة فارغة، وأخرى ستعود بخفي حنين.
في محطة الطاكسيات الغير بعيدة عن مقر الجماعة، بح صوت السائقين ينادون المسافرين إلى الوجهات المجاورة؛ (شفشاون، تارغة، قاع أسراس، اسطيحة… ) لكن في عين المكان ذات هذا الصباح وحدهم التلاميذ زبناء حافلات تطوان.
من الأعلى تبدو مدينة واد لاو مبعثرة على رقعة جغرافية مشكلة من الهضاب والسهول المنبسطة التي تحيطها الجبال من كل جانب، ويداعب يابستها أمواج البحر على امتداد رؤية البصر.
كل زائر لمدينة وادي لاو تصدمه عشوائية المجال العمراني، والشبكة الطرقية المشوهة، إذ لا تتوفر المدينة حتى على شارع رئيسي يتوسط المدينة، على غرار الشوارع الشاسعة المتواجدة حتى في جماعات نائية بالمغرب العميق، كمدينة القليعة، أو بنجرير، إيمينتانوت، سيدي قاسم، سوق الأربعاء… الخ.
مدينة أصبحت طاردة للسكان عوض أن تصبح جاذبة للاستقرار وللمشاريع التنموية وخلق فرص الشغل، على الرغممما تتوفر عليه من مقومات طبيعية هائلة، تجمع بين الثروات الفلاحية والبحرية.
ولو كان الرئيس وفريقه يمتلكون رؤسة استثمارية بعيدة المدى، لفكروا في استقطاب مشاريع للصناعة الغذائية كون المنطقة فلاحية وبحرية، تغني السكان عن الزراعة المعيشية وتدمجهم في سلسلة الإنتاج الذي يعود بالتنمية وخلق فرص الشغل المستقرة والمستدامة.
فقد عجز البرلماني الملاحي المتعدد الزوجات، عن تقديم أي إضافة لهذه الوحدة الترابية، الإنجاز الوحيد الذي يعرفه سكان المدينة، هو ترقية مستواه الوظيفي والاجتماعي، حيث تسلق من موظف جماعي بسيط يستخلص تذاكر استغلال السوق الأسبوعي، إلى مستخدم في قطاع الماء والكهرباء، ثم انتعشت حظوظه في سوق الانتخابات التي أوصلته إلى قبة البرلمان، وقبلها إلى رئاسة الجماعة.
أكثر الأنشطة بالمدينة هي الخدمات والأعمال التجارية لكن الحركةمحدود مقاهي شبه فارغة إلا من أبناء المنطقة من الفلاحيين، وحده الفراغ والجو شاحب يؤنس السكان المحليين.