طنجة.. شارع مولاي رشيد يتحول من فوضى مرورية إلى نموذج حضري بمعايير عالمية
في مشهد يعكس تحوّلا حضريا لافتا، يشهد شارع مولاي رشيد بمدينة طنجة نقلة نوعية غير مسبوقة. وجعلت منه نموذجا يحتذى به في إعادة تأهيل الشرايين الحيوية داخل النسيج الحضري المغربي.
شارع مولاي رشيد يتحول من فوضى مرورية إلى نموذج حضري بمعايير عالمية
هذا المحور الذب طالما اقترن في أذهان السائقين والمارة بالاكتظاظ والفوضى.. صار اليوم عنوانا للانسيابية والتنظيم. وذلك بفضل تدخل ميداني مكثف أشرفت عليه سلطات جهة طنجة تطوان الحسيمة.

وتمت عمليات التهيئة التي عرفها الشارع خلال الأسابيع الماضية بسرعة قياسية أثارت الإعجاب. ليس فقط من حيث الانتهاء من الأشغال الكبرى في ظرف وجيز.. ولكن أيضا من حيث جودة التنفيذ والدقة في التفاصيل.
وقد اعتمدت هذه الأشغال، وفق ما عاينته “إيكو بريس”، فرقا تقنية وميدانية أغلبها من الكفاءات المغربية الشابة. وأبانت عن مستوى عال من الحرفية والتفاني. وذلك في تجربة تؤكد أن الإنجاز ليس مستحيلاً حين تتوفر الإرادة وتُحسن الإدارة.
ارتياح في صفوف السائقين
وفي هذا السياق، عبر رشيد، سائق حافلة لنقل العمال، عن ارتياحه الكبير عقب الانتهاء من الأشغال. وقال: “في السابق، القيادة هنا كانت أشبه بمعركة يومية. أما الآن، فقد أصبحت الأمور أكثر سلاسة. لم أعد أحتاج حتى إلى منبه السيارة، كل شيء منظم وواضح”.
الدولة تُصلح والمواطن مطالب بالانضباط
ورغم هذه الإنجازات، فإن الرهان الأكبر يظل مرتبطا بسلوك المواطنين. حيث أكد أحد الأطر التربوية المحلية أن “الدولة قامت بدورها، والمسؤولية الآن تقع على المواطن لاحترام هذا الفضاء المشترك. الشارع ليس حلبة سباق، بل مكان للعيش الآمن والمشترك”.
الجالية تنبهر… والمقارنة تصل إلى أوروبا
ولم يمر هذا التحول دون أن يثير إعجاب أفراد الجالية المغربية العائدين من الخارج. وعلقت سيدة مقيمة في بلجيكا قائلة: “كنت هنا قبل ثلاثة أشهر، ورأيت بداية الأشغال. اليوم عدت فوجدت شارعا جديدا، لم أصدق عيني. بعض شوارع العاصمة البلجيكية لا تصل إلى هذا المستوى”.

وأضافت مؤكدة على ضرورة تعزيز المراقبة: “ما ينقصنا الآن هو التتبع الذكي بالكاميرات والرادارات، حتى لا تضيع هذه المجهودات بسلوكيات غير مسؤولة”.
إشراف مباشر من والي الجهة
وكشفت مصادر مطلعة أن هذا التحول يعود، في جزء كبير منه، إلى إشراف يومي وميداني من طرف والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، يونس التازي، الذي تابع سير الأشغال بشكل شخصي، بل شوهد في أكثر من مرة وهو يتنقل مترجلا بين الورشات.
وتسببت “صرامة الوالي”، وفق روايات بعض التقنيين، في ضغط كبير داخل فرق العمل، لكنها كانت حاسمة في تحقيق النتائج المرجوة.
هل تنتقل العدوى الإيجابية إلى قطاعات أخرى؟
ويعيد هذا النموذج طرح السؤال الجوهري في أوساط ساكنة طنجة: هل ستشمل هذه الدينامية باقي القطاعات؟
الصحة، التعليم، التعمير، والثقافة، كلها مجالات تنتظر نفس الحزم، ونفس الرؤية، ونفس المتابعة الدقيقة.
ويبقى ما حدث في شارع مولاي رشيد ليس مجرد تزفيت أو إعادة تنظيم مرور.. بل هو رسالة واضحة مفادها أن التغيير ممكن، وأن الحواضر المغربية قادرة على أن تتطور وفق معايير عالمية، حين تلتقي الكفاءة بالإرادة والمحاسبة. فهل تكون هذه الخطوة بداية تحول أوسع؟ المستقبل كفيل بالإجابة.
ذات صلة:
انتهى زمن الفوضى.. شرطة المرور تحرر شارع مولاي رشيد من قبضة الشاحنات
والي جهة طنجة يباغت أوراش الأشغال بشارع مولاي رشيد خلال جولة تفقدية مفاجئة
Discussion about this post