خصصت القناة الثانية دوزيم حلقتها الأخيرة من برنامج من قلب الجهة”، للاقلاع الاقتصادي في جهة طنجة تطوان الحسيمة، وسلطت الضوء على حجم الاستثمارات الوافدة على جهة الشمال، خلال السنوات الأخيرة.
اللافت في الأمر هو “غياب الأمانة” في إحالة المنجزات المحققة اليوم، لأصحابها الذين كانوا بالأمس مسؤولين عليها إداريا وواكبوها إجرائيا من خلال تبسيط المساطر في سائر المراحل إلى غاية تنزيلها على الأرض، ثم شروعها في الخدمة، وتتبعو مراحل نموها لغاية الازدهار، أو ساعدوها في التغلب على الإكراهات والتحديات.
فقد تحدثت مقدمة هذا البرنامج على أن المركز الجهوي للاستثمار “أعطى نفسا جديدا المشاريع المقاولاتية في بناء نفسها”، وهذا “النفس الجديد” له زمن الانطلاق، و الإحالة على “الزمن” في العمل الصحفي من “المقدسات” خصوصا حين يكون العمل من باب الإخبار والتوثيق للأحداث، وذلك من أجل الابتعاد عن أية محاولات لتمويه المشاهدين وعموم المتابعين.

وقد سلطت حلقة البرنامج الضوء على مشاريع استثمارية، أنجزت في الفترة ما بين سنة 2022 و 2024، وهي الفترة التي كان حينها يتولى إدارة المركز الجهوي للاستثمار في جهة طنجة تطوان الحسيمة، السيد جلال بن حيون، الذي حضي بثقة الملك محمد السادس نصره الله، وعينيه عاملا على إقليم النواصر، شهر أكتوبر سنة 2024.
وقد كان على الزملاء الصحفيين الذين أعدوا البرنامج من باب الإنصاف والأمانة، أن يتحدثوا أيضا إلى المسؤول الذي كان له دور في صناعة هذه المنجزات التي عرفت قفزة نوعية في تلك الظرفية، ما جعل استثمارات كبيرة ذات قدرة تشغيلية مهمة ترسو على جهة طنجة تطوان الحسيمة.
صحيح أن المبدأ العام في المصالح الحكومية يأخذ بمبدأ “استمرارية المرفق الإداري”، وهنا لا بد من التنويه بالفريق المتميز من الأطر الذين تألق نجمهم وذاع صيتهم إلى جانب المدير العام السابق جلال بنحيون، وذلك من خلال استراتيجية إدارته القائمة على الثقة والتشجيع على روح المبادرة، والذين ما يزال أغلبيتهم مستمر في منصبه بالمركز الجهوي للاستثمار بطنجة إلى غاية اليوم.

لكن مع ذلك، وجب على قناة دوزيم أن تنسب الإنجازات الملموسة والتي تحققت بفعل مجموعة من العوامل، سياسة الانفتاح والتواصل، الاستقبال المفتوح والإنصات لجميع الفاعلين الخواص دون تمييز بين مستوياتهم، تفعيل الشباك الوحيد، إلزام الإدارات المتدخلة باختصار أجل الرد على طلبات المستثمرين، إعداد دليل الخريطة الترابية والبنيات التحتية و مؤهلات الجهة، وما توفره من تحفيزات.
كل هذه التدابير الإدارية والتعليمات الصارمة لتنفيذها بأعلى درجات الجاهزية من لدنن الموظفين، ومصالح المركز الجهوي للاستثمار في مقره بطنجة و ملحقاته بأقاليم الجهة، والوقوف على سيرها وحسن تنفيذها هو الذي ساهم في استقطاب رؤوس أموال كبيرة، و توطين مئات المشاريع الاقتصادية.

واللافت في حصيلة تلك المشاريع الاستثمارية الوافدة إلى مدينة طنجة خلال السنوات الثلاثة الماضية، 2022/2023/2024، أنها شملت مختلف القطاعات الإنتاجية، الصناعة، الخدمات، الأوف شورينغ، الفلاحة، الترفيه، الصيد البحري، التجارة، الصناعات الغذائية، إعادة التدوير، الطاقات المتجددة، ثم القطاع السياحي والفندقي.
وقد تميزت تلك المشاريع باحترامها اتفاقيات المغرب في مجال المناخ والبيئة، من أجل التقليل من الانبعاثات الكربونية، فضلا عن سعيها الدارمي على تعزيز تنافسية المقاولة المغربية أمام نظرياتها الأجنبية، وتشجيع ودعم حتى المقاولات الصغيرة وأصحاب المشاريع الصغرى، نظرا لمساهمتهم في تأمين فرص الشغل وتحريم العجلة الاقتصادية.
لكن مع ذلك، وخلال حديث المدير العام الجديد ياسين التازي القناة الثانية دوزيم، تحدث بكل أريحية دون أن يوضح للرأي العام أن هذه المشاريع التنموية الواقفة على قدميها بشكل كاين فوق أرضية صلبة، كان الفصل فيها للمدير العام السابق جلال بنحيون، فهل بعد هذا الجهد الرائع الذي حقق ثمارها في مدة وجيزة، يأتي شخص فيما بعد مُحاولا الركوب عليه، من أجل التسويق لنفسه أنه “بطل تلك الإنجازات” ؟؟
Discussion about this post