حفل تخرّج مؤثر لحافظات القرآن بشيشاوة يسلّط الضوء على غياب الإعلام عن المبادرات الروحية
شهدت مدينة شيشاوة، في أجواء روحانية مفعمة بالسكينة والفرح، حفل تخرج استثنائي لمجموعة من الفتيات الحافظات لكتاب الله، الذي احتضنته مدرسة “أم القرى” لتحفيظ القرآن الكريم، بحر هذا الأسبوع، وسط حضور وازن من الأسر والفعاليات المحلية.
ووصف المستشار الجماعي بطنجة، حسن بلخيضر، على صفحته بفيسبوك، هذا الحفل بـ”المناسبة الخالدة”.
تميّز الحفل بأجواء إيمانية عالية امتزجت فيها مشاعر الفخر والدموع، وسط أصوات تلاوات عذبة وسجادات تكريم، في لحظة جسّدت عظمة القرآن ومكانة الحافظة في المجتمع المغربي.
وقد ظهرت المتخرجات بلباس موحد يغلب عليه اللون الأبيض والوردي، في دلالة رمزية على الطهارة والالتزام، بينما حملت بعضهن ألواحا قرآنية تقليدية، تأكيدا على الارتباط بالأصالة والمنهج التقليدي في حفظ كتاب الله.
الحدث لم يكن مجرد حفل تخرج، بل جاء تتويجا لمسار طويل من المثابرة والانضباط، وتجسيدا لنموذج تعليمي قائم على الدمج بين التلقين القرآني العريق والتربية السلوكية الرصينة، في وقت تتنامى فيه التحديات التربوية والثقافية.
وأشاد الحاضرون بمستوى التكوين الذي تقدمه الأطر المشرفة على المدرسة، سواء من حيث ضبط قواعد التلاوة أو حفظ المتون والأحاديث. معتبرين أن هذه المبادرات تسهم في ترسيخ القيم الأخلاقية النبيلة داخل المجتمع، وتغرس في الناشئة حب القرآن والانضباط الديني.
غير أن هذا الحدث المشرق لم يحظَ بالتغطية الإعلامية المستحقة، حيث عبر عدد من المواطنين والفاعلين المحليين عن استغرابهم من ضعف الحضور الإعلامي، لا سيما من قبل القنوات والمنابر الوطنية الكبرى، مقارنة بالتغطية الواسعة التي تُخصص لمهرجانات موسيقية وفنية مثل “موازين”.
وطالب المتفاعلون على وسائل التواصل الاجتماعي بتوسيع الاهتمام الإعلامي بمثل هذه التظاهرات الروحية والتربوية، التي تعكس الوجه المشرق للمجتمع المغربي، وتبرز الطاقات النسائية الصاعدة في خدمة القرآن الكريم.
ويظل حفل مدرسة “أم القرى” رسالة صامتة لكن عميقة، تؤكد أن القرآن لا يزال حيا في القلوب، وأن الإرادة النسائية في حفظه ومحبته تتجاوز كل العقبات الجغرافية والمادية، وذلك في تجل مشرف لرسالة العلم والإيمان.
Discussion about this post