المخطط المديري لـ”oncf”.. طموحات كبرى وتحديات واقعية .
بات المغرب يعيش في الفترة الأخيرة على وقع تسارع في الخطى نحو تعزيز وتطوير مختلف البنى التحتية بالمملكة وعلى رأسها ملف الربط السككي.
ومواكبة لذلك؛ بدأت طاولة المكتب الوطني للسكك الحديدية تتأثث بعدة خطط ومشاريع لتسريع إصلاح وتوسيع منظومة القطارات بالمملكة، إلا أن التحديات تبقى مطروحة بالتوازي مدققة على عدة نواقص وانتقادات المختصين.
وتستند هذه الوتيرة والمشاريع على الطموح الملكي الذي عبّر عنه جلالة الملك محمد السادس في خطابه بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء عام 2015.
وقد دعا جلالته حينها إلى تعزيز الربط بين المغرب ودول إفريقيا عبر شبكة سكك حديدية تصل إلى لكويرة. ومع ذلك، تبقى التحديات المالية عائقا أمام تحقيق هذا الهدف على المدى القريب.
المخطط المديري لـ”oncf” بين الطموح والتحديات
وفي هذا السياق، يطفو على الواجهة المخطط المديري للسكك الحديدية المغربية في أفق سنة 2040. وهو مخطط يروج لرؤية طموحة تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في البنية التحتية للنقل بالمملكة.
ورغم أن المخطط يحمل وعودا بتحقيق تحول استراتيجي يعزز الترابط الجغرافي ويسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنه يواجه عدة تحديات، من أبرزها التمويل الضخم المطلوب، الذي يبلغ 375 مليار درهم، وكذا مدى واقعية تحقيق الأهداف الطموحة ضمن الجدول الزمني المحدد.
ويطرح تجاهل بعض الاحتياجات المحلية في المخطط كذلك تساؤلات حول الأولويات ومدى ملاءمة الرؤية للاستجابة الفعلية لانتظارات المواطنين.
أهداف المخطط
ويعتمد المخطط، وفق البطاقة التقنية الموضحة في الموقع الرسمي لـ”oncf”، على بناء شبكة نقل كثيفة ومتعددة المحاور، تدمج بين قطارات “TGV” والقطارات الإقليمية والحافلات المكوكية، وذلك لتعزيز الكفاءة وربط المدن والموانئ والمطارات.
ومن بين الأهداف البارزة أيضا للمخطط، تحسين الشبكة الحالية وتوسيعها لتشمل مدنا جديدة، وربطها بموانئ ومطارات استراتيجية، إضافة إلى التركيز على الخطوط عالية السرعة.
توقعات مستقبلية للمخطط
ويضع المخطط المديري هذا عدة توقعات وتصورات مستقبلية واضعا بطاقته التقنية. ومن المتوقع أن ترتفع نسبة السكان المستفيدين من خدمات السكك الحديدية من 51 في المائة حاليا إلى 87 في المائة.
ويعد المخطط بتوسعة الشبكة لتغطي 43 مدينة بدلا من 23، وربط 12 ميناء و15 مطارا دوليًا بالشبكة.
وقد رُصدت لتنفيذ هذا المشروع ميزانية تصل إلى 375 مليار درهم، وهي ميزانية تعكس الأهمية الكبرى التي تُوليها المملكة لهذا القطاع الحيوي.
تحديات وانتقادات
رغم الطموحات الكبيرة المروج لها، إلا أن المخطط يثير انتقادات عدد من المهنيين والمختصين في القطاع.
فقد سطر مصدر مطلع، في تصريح لجريدة “إيكو بريس”، على عدد من “نقاط القصور” في المخطط، وأبرز أنه لم يتم إدراج بعض المشاريع المحلية الضرورية مثل السكة الحديدية بين طنجة المدينة والمستشفى الجامعي في المخطط.
واعتبر أن ذلك يثير تساؤلات حول مرونة المخطط في التعامل مع الاحتياجات المحلية، ويرى مهنيون كذلك أن قيمة الاستثمار تبدو متواضعة مقارنة بحجم المشروع.
من جهة أخرى، أثارت الاتفاقية الموقعة مع الجانب الصيني، التي شارك فيها عشرة وزراء مغاربة مقابل توقيع مسؤول صيني واحد فقط، جدلًا حول التوازن في الشراكة.
صمت إداري وسط تحضيرات لخرجة إعلامية
وسعيا للحصول على توضيحات رسمية بشأن الانتقادات المطروحة حول المخطط؛ تواصلت جريدة “إيكو بريس” مع نجيبة الطراش، مسؤولة التواصل بالمكتب الوطني للسكك الحديدية، التي اعتذرت عن الإدلاء بأي تصريحات أو تقديم معلومات في الوقت الراهن.
وعللت الطراش ذلك بكون المكتب بصدد الإعداد لندوة صحفية مخصصة للموضوع، وأوضحت أن الخروج بأي معطيات قبل ذلك يتعارض مع المخطط التواصلي المعتمد من طرف المؤسسة.
ذات صلة:
القطار فائق السرعة مراكش-القنيطرة.. شركة مغربية تفوز بالصفقة الثامنة والأخيرة
المكتب الوطني للسكك الحديدية ONCF ينظم مبارة للتوظيف (32 منصب)
Discussion about this post